وسام عبد الله
ترتقب كلمة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس الأميركي، بمجلسيه الشيوخ والنواب، في ظل حرب الإبادة التي يمارسه ضد سكان قطاع غزة، والتباين مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن أسلوب تعامله (نتنياهو) مع الحرب.
والدعوة أرسلت من كلا الحزبين، من قبل كل من مايك جونسون رئيس مجلس النواب المنتمي للحزب الجمهوري وتشاك شومر زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ وميتش مكونيل زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ وحكيم جيفريز زعيم الديمقراطيين في مجلس النواب.
الأنظار تتجه إلى الكلمة، التي يعتقد أنها ستشكل ملامح المرحلة المقبلة من الحرب، والتي إما أن يذهب نتنياهو محاولا تقديم “إنجاز عسكري” يضعه أمام المشرعين الأميركيين يمكنه من الإنتقال بعدها إلى المفاوضات جدياً، أو يشكل مرحلة جديدة من التصعيد السياسي والعسكري من خلال تلميحه إلى معارضة بايدن وتأييد ترامب، فيكون ربط الحرب بشكل كامل مع حاكم البيت الأبيض المقبل.
المرة الأخيرة التي ألقى فيها نتنياهو كلمة أمام الكونغرس كانت عام 2015 في عهد الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، في مرحلة التوصل إلى “الاتفاق النووي” مع إيران. حينها كانت الأجواء مشابهة، في شكلها، للمرحلة الحالية مع بايدن، لحالة التوتر بين نتنياهو وأوباما، مع رفض حكومة الاحتلال التواصل إلى اتفاق أميركي إيراني.
وتشكل إيران المحور الأساسي في هواجس نتنياهو، فحين ألقى خطاب بعهد أوباما، حينها قال “علينا أن نتذكر دائما أن أكبر خطر يواجه العالم هو إيران مسلحة نوويا”، وبأن “هزيمة داعش وبنفس الوقت السماح لايران الحصول على الأسلحة النووية يعني أن نكسب المعركة ونخسر الحرب”.
امتداد هذا التفكير نجده في تصريحات الاسرائيليين منذ تشرين الأول 2023، مع وصف أنها عملية طوفان الاقصى بأنها “صنيعة إيرانية”، وتشبيه حركة حماس بتنظيم “داعش”.
قد لا تجوز المقارنة دائما بين الأحداث التاريخية، لأن لكل منها معطياته المختلفة، لكن قد تكون كلمة رئيسة لجنة الاستخبارات السابقة، ديان فينستين، في انتقادها كلمة نتنياهو عام 2015، ما يمكن الاستفادة منها لعام 2024 فيما يتعلق بالمفاوضات في غزة.
وتقول ديان أن “نتنياهو قد رفض الصفقة الوشيكة، دون التفسير ماذا سيحدث إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق”. وتضيف “عليك أن تفكر ماذا يحدث إذا لم يكن هناك اتفاق ..هل ستفعل اسرائيل هذا (مهاجمة إيران)، وما المتوقع من الولايات المتحدة بعد ذلك؟ هل نخلق حريق كبير في منطقة الشرق الأوسط؟”.
عام 2011، قال الرئيس الأميركي الأسبق، بيل كلينتون، في ردّه عن سبب انعدام السلام في المنطقة، إن نتنياهو “قتل عملية السلام في الشرق الأوسط”. مع الإشارة، أنه في عهد كلينتون، ألقى نتنياهو كلمة، عام 1996، اعتبرها الرئيس الأميركي إهانة لواشنطن، وبأنه يلقي الأوامر عليهم.