وسام عبد الله
اتخذت عدد من الدول الاوروبية سياسة الحياد مع نهاية الحرب العالمية الثانية وامتنعت عن الانضمام لحلف شمال الأطلسي الذي تأسس عام 1949، وتشكل نوع من الاتفاق مع نهاية الحقبة السوفيتية والغرب، حول منع الحضور العسكري بالقرب من الحدود الروسية.
لكن الأمور تبدلت خلال السنوات الماضية، حيث عمل حلف الناتو على نشر قوات له في عدة دول منها إستونيا ولاتفيا وليتوانيا، وما تلاه من إمكانية تواجده في اوكرانيا، الأمر الذي خلق توترا مع موسكو، نتيجة التمدد “الأطلسي ” بالقرب من حدودها.
ومع اندلاع الحرب الروسية الاوكرانية، اختارت عدد من الدول التخلي عن سياسة الحياد، لأسباب اعتبرتها تمس بأمنها القومي، على الرغم أن المعارك لا تقع على أراضيها، ومنها السويد وفنلندا.
وأعلنت فنلندا مؤخرا، موافقتها على أن تكون قاعدة ميكيلي العسكرية التي تقع على مسافة 140 كيلومتراً من الحدود مع روسيا، لتكون مقراً للقوات البرية للحلف في بلدان الشمال الأوروبي.
وتقدمت فنلندا بطلب للانضمام إلى حلف الناتو بعد بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا عام 2022، ونالت العضوية عام 2023، وتعتبر حدودها الأطول بين روسيا ودولة أوروبية حيث تبلغ 1300 كيلومتر.
وبالحسابات العسكرية، فانضمام فنلندا لحلف الناتو وتحول قاعدة عسكرية فيها كجزء من الانتشار الامني الاطلسي في اوروبا، تكون أصبحت مستفيدة من الاتفاق لحمايتها والاستفادة من الموارد العسكرية والسياسية. فقدم تم وضع 15 منشأة تحت تصرف الجيش الاميركي، ومنها أربع قواعد جوية وقاعدة بحرية واحدة وخمس مرافق تخزين، مما يعطي للاميركيين حضورا على الموانئ الفنلندية التي يشكل بعضها الضفة المائية المقابلة لروسيا.
لكن بالمقابل، الأمر سيدفع موسكو لتوجيه قواتها العسكرية بزخم أكبر نحو الحدود معها و اعطاء الاهتمام الاستخباري متابعة أوسع لرصد التحركات العسكرية على أراضيها، كونها أصبحت جزءا من التهديد للامن القومي الروسي.
وعلى صعيد الحرب مع أوكرانيا، فقد ندد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالهجوم الايراني على كيان الاحتلال، قائلا “تصرفات إيران تهدد المنطقة بأكملها والعالم، تماما كما تهدد تصرفات روسيا بنشوب صراع أكبر، والتعاون الواضح بين النظامين في نشر الإرهاب يجب أن يُقابل برد فعل حازم وموحد من العالم”.
وطلب زيلينسكي الادارة الاميركية وحلفائها بتقديم المساعدة له كما ساندوا اسرائيل في التصدي للهجوم الايراني، “لقد رأى العالم بأسره أن إسرائيل لم تكن وحدها في الدفاع عن نفسها. دمر حلفاؤها التهديدات في السماء”.
وأعلن مجلس النواب الأوكراني عن موافقتها لقانون التجنيد الذي لا يحدد سقفاً زمنيا لتسريح الجنود، وهو جاء بناء على طلب من القيادة العسكرية التي تشير أنها بحاجة إلى تجنيد ما يصل إلى 500 ألف مجند جديد لتعزيز صفوف الجيش.
وتأتي تصريحات الرئيس الاوكراني، مع تقدم القوات الروسية في عدد من محاور القتال واتهام موسكو لكييف بتجنيد ” مرتزقة” خلف خطوط الاشتباك، وإمكانية إصدار عفو عن سجناء مقابل ارسالهم إلى الجبهة، وأحد الاتهامات الروسية لهم، بنقل مجموعة “أجناد القوقاز”، إحدى المجموعات الإرهابية المسلحة في سوريا، وإرسالها إلى أوكرانيا لمقاتلة الجيش الروسي.