وسام عبد الله
مع تنفيذ عملية طوفان الاقصى من قبل حركة حماس، وما تلاها من عدوان الاحتلال على قطاع غزة، كانت العين الاسرائيلية على الفلسطينيين في الاراضي المحتلة، ما يعرف ” عرب 48″، خوفا من تشكيلهم حالة ضغط على الجبهة الداخلية ومشاركتهم في عمليات فردية داخل المستوطنات.
يقدر عدد ” فلسطينيو 48″ بأكثر من 2 مليون نسمة، من أصل 9 ملايين من سكان الاراضي المحتلة بحسب إحصاء سنة 2023. ويتواجدين في النقب وشمالي فلسطين ومنطقة المثلث ( قرى ومدن في حيفا )، وهم من بقوا في أراضيهم التي احتلتها اسرائيل عام 1948. وعلى المستوى “القانوني”، ينقسمون إلى فئتين، من يحمل معظمهم “الجنسية الاسرائيلية” التي منحت لهم سنة 1952 أو يمنحون إقامة دائمة. ويشكل ازدياد عددهم، إضافة لباقي الفلسطينيين، خوفا لدى الاحتلال بأن يكونوا “قنبلة ديمغرافية ” تشكل خطرا على وجودهم.
يعاني الفلسطينيون في الاراضي المحتلة من عنصرية الاحتلال، فالأولوية تكون للمستوطن على حساب العربي، إن كان على مستوى القوانين والتشريعات، أو في مجال التعليم والاقتصاد. فالاحتلال يكرس ثقافة “تهويد المناهج التدريسية “،
عبر نشر الروايات الصهيوينة ومنع الحديث عن فلسطين، بهدف إخفاء الهوية الفلسطينية عن الاطفال العرب.
كما أقر الكنيست الاسرائيلي، قانونا يمنحه الحق بسحب الجنسية الاسرئيلية من الفلسطينيين، حتى منحوا نفسهم الصلاحيات في ترحيلهم وطردهم خارج الاراضي المحتلة. فإن كان فلسطينيو الضفة الغربية هدف “اسرائيل” تهجيرهم نحو الاردن، وسكان غزة نحو سيناء المصرية، فيكون اتجاه “عرب 48″ نحو لبنان. بحسب المخطط الاسرائيلي.
شهدت الاراضي المحتلة منذ عام 1948، العديد من المواجهات بين قوات الاحتلال والمستوطنين من جهة و” عرب 48″ من جهة أخرى. وتعرض الفلسطينيون إلى أقسى أنواع التعذيب والتنكيل والاعتقالات والتضييق، بسبب مواقفهم وتحركاتهم للدفاع عن أرضهم.
في سنة 2021، ونتيجة السياسيات العدائية ضد الفلسطينيين والاعتداءات المتكررة عليهم وعلى المسجد الاقصى ومحاولة تهجير الاهالي من القدس، انطلقت تظاهرات في شهر أيار تحت شعار “هبة الكرامة “، فجرى قمع المتظاهرين وإطلاق الرصاص الحيّ عليهم.
ويعتبر حي الشيخ جراح من أبرز المواجهات مع عملية تهويد القدس، بعد قرار الاحتلال طرد العائلات وهدم منازلهم، فانطلقت مواجهات شملت العديد من أحياء القدس والضفة الغربية وأراضي 48 وصولا إلى غزة.
وفي عام 1976، عمد الاحتلال على مصادرة آلاف الدونمات من الأراضي، مما أشعل المواجهات مع الأهالي، أدت حينها إلى سقوط 6 شهداء.
ازداد الضغط الاسرائيلي على الفلسطينيين منذ 7 تشرين الاول 2023، وبحسب تقرير صادر عن مركز عدالة وهيئة الطوارئ العربية، سجل اعتقال 251 شخص خلال الأسابيع الخمسة الأولى من الحرب.