وسام عبدالله
ضبط مستوطنو شمال فلسطين المحتلة توقيت عودتهم إلى منازلهم بحسب ما يعلنه حزب الله من استمرار جبهة الإسناد أو توقفها بحال إعلان وقف الحرب على غزة، فلم يعد المعيار هو رأي حكومة الاحتلال بقدر انتظارهم لكلمة من السيد حسن نصر الله يلعن فيها موقفه السياسي.
وكتب مناحيم هوروفيتس، في القناة الثانية عشرة الاسرائيلية، مقالا بعنوان “يا نصر الله، قل لي: متى يمكنني العودة إلى بيتي؟”، استهزء في مقدمته بالجولات التي يقوم بها رئيس الحكومة والوزراء وضباط الجيش، “لطالما اهتم هؤلاء بدعوة كاميرات الصحافة إلى جولاتهم المنظمة، فوجود جبال الجليل الدراماتيكي في خلفية الصور، والقرى والبلدات الواقعة وراء الحدود، وخط النقاط العسكرية التابعة للجيش الإسرائيلي، وسهل الحولة الممتد من الشرق، يُعد ديكوراً مثالياً في الخلفية، لصورة يرغب فيها القادة والزعماء”.
مضيفا “لطالما تبجح هؤلاء في جولاتهم قائلين إن علينا فقط أن نقرر إذا ما أردنا إعادة لبنان إلى العصر الحجري، وهنا، عليّ أن أعترف بأنني، حتى في ذلك الوقت، لم أكن مبهوراً حقاً بتلك التصريحات”.
ووصف الكاتب الاسرائيلي حال الشمال قائلا “على مدار 10 أشهر، خلت منازل عشرات الآلاف من المواطنين في الشمال، وتحول قطاع كامل من البلد، عملياً، إلى منطقة عسكرية مغلقة، ودولة إسرائيل، بجميع قدراتها العسكرية والاستخبارية، تلاقي مصاعب جمة في مواجهة حزب الله”.
وتابع “من يتحدث الآن عن سيناريو لإنهاء الحرب، ليس عليه أن ينظر إلى غزة أو القدس أو واشنطن، فمن يرغب بذلك، عليه أن يشخص ببصره إلى بيروت. وقد قال حسن نصر الله، أكبر أعداء إسرائيل في القرن الواحد والعشرين في بداية الحرب، إنه سيواصل توجيه الضربات إلينا إلى أن يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، وفرض علينا القواعد عملياً، وهو الآن يلتزمها أيضاً”.
وأوضح هوروفيتس أن عودة المستوطنين ستكون بطريقة مختلفة عن كل مرة ” ليس عن طريق إعلان احتفالي بالنصر تطلقه دوائر صنع القرار السياسي في تل أبيب، ولا إعلان صادر عن الأمم المتحدة، ولا عبر الأخبار التي تتناقلها وسائل الإعلام، إنما سنعود إلى منازلنا في الشمال فقط بعد أن يعلن نصر الله أن هذه الجولة قد انتهت بالنسبة إليه”.
تعتبر الجبهة اللبنانية من الأكثر تعقيدا بالنسبة للاحتلال، لما تركته على الصعيد النفسي والعسكري لدى الجنود والمستوطنين، وهو ما أصبح مرتبطا بكل الحرب الممتدة على مختلف الجبهات.
وقالت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، “ما دام قرار وقف إطلاق النار لم يُتخذ، فإن الحديث عن تسوية سياسية وعسكرية مع لبنان الآن، هو كلام نظري، ويتعين على سكان الشمال حبس أنفاسهم. في الواقع المباشر، إن مبدأ الانتقام من إسرائيل هو الذي سيحدد قواعد اللعبة”.
أما صحيفة “يسرائيل هيوم”، فاعتبرت إن “أيّ تسوية سياسية مع الحكومة اللبنانية (بصمت من جانب حزب الله) شبيهة بالقرار 1701، حتى لو كانت بضمانات دولية، هي فقط تؤجل النهاية المحتومة. سيواصل حزب الله تعزيز قوته، ويستخلص الدروس، ويحسّن أساليب عملياته، وسيحاول إيجاد الرد على إخفاقاته في الحرب الحالية في الجولة المقبلة”.
ومع إصدار حزب الله فيديو “عماد 4 – جبالنا خزائننا”، بدأ الاعلام الإسرائيلي بتحليل الرسائل السياسية والعسكرية منه، في توقيت جولة المفاوضات لوقف إطلاق النار المنعقدة في قطر.
فأوضحت صحيفة “يديعوت أحرنوت” أن حزب الله “أصدر فيديو تهديدي جديد كشف فيه عن منشأة تحت الأرض تنطلق منها الصواريخ”.
وتتابع الصحيفة “الانفاق العملاقة مجهزة بأجهزة كمبيوتر وإضاءة وحجم وعمق يسمح بسهولة بمرور الشاحنات..تظهر رحلة عبر أحد الانفاق لتكشف متاهة طويلة ومضيئة تحت الأرض”.
تقصد حزب الله تمرير الرسائل عبر كلمات السيد حسن نصر الله في خطاباته السابقة، في تحديد المسافات التي يمكن للصواريخ الوصول إليها “كافة أراضي فلسطين المحتلة”، وتأكيده على جهوزية المقاومة على الحرب “ستواجه (إسرائيل) مصيرا لن تتوقعه في يوم من الأيام”.