وسام عبد الله
البعد العسكري في العلاقة الأميركية الإسرائيلية، جوهري لفهم الترابط بينهما، من خلال تحويل البشر والحجر في منطقتنا، إلى أرض اختبار للاسلحة وجهوزيتها والفجوات فيها، ولتكون أرواح الناس “صفقة تجارية” ضمن حملة التسويق لبيع التجهيزات العسكرية.
يصف الجنرال ألكسندر هيغ، أحد أرفع الضباط في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، أن “إسرائيل كنز استراتيجي لأميركا ولحلف ناتو برمته، ليس فقط من الناحية الاستراتيجية والعسكرية بل حتى من الناحية الاقتصادية”.
ويقول هيغ إن “إسرائيل هي حاملة الطائرات الأميركية الكبرى في العالم، التي لا تحتاج إلى أي أميركي على دكتها وهي غير قابلة للغرق. بقيامها بعمليات حربية تُجرِّب فيها الأسلحة الأميركية، توفر على الولايات المتحدة 15 إلى 20 مليار دولار في السنة”.
أما الدبلوماسي السابق يورام أتينغر، وأحد أعضاء “منتدى القادة الوطني” اليميني، في صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، فيشير إلى العدوان الإسرائيلي الأخير على إيران، قائلا أنه تذكير “بحقيقة أن إسرائيل هي مختبر في ظروف قتالية، ينقل كل يوم إلى سلاح الجو الأميركي وإلى شركات إنتاج الطائرات دروساً عملية، في الصيانة والإصلاحات التي توفر سنوات كثيرة من البحث والتطوير بمليارات الدولارات، ويرفع مستوى المنافسة لدى الطائرات الأميركية في السوق الدولية، ويوسّع تصدير الطائرات وسوق العمالة لكبرى شركات الإنتاج في الولايات المتحدة”.
كما يشير إلى قطاع التكنولوجيا عبر وجود 250 شركة تُشغِّل في إسرائيل مراكز بحث وتطوير، منها مايكروسوفت، وغوغل، وفيسبوك، وغيرها.
في الصفقة الأخيرة، أعلنت واشنطن في شهر آب، عن بيع أسلحة بقيمة 20 مليار دولار. تشمل التسليح بمقاتلات أميركية من نوع “إف-15″، وذخائر دبابات عيار 120 ملم ومركبات تكتيكية وصواريخ “أمرام” المضادة للطائرات ومدافع هاون شديدة الانفجار. وهذه الصفقة تُسلم أسلحتها بشكل متتالي خلال السنوات المقبلة وصولا حتى عام 2029، حيث تشير التقديرات أن تصل 50 طائرة مقاتلة من طراز إف-15. والأرقام توضح، أنه بين عامي 1949 و2022، قدمت واشنطن أكثر من 200 مليار دولار من المساعدات العسكرية لإسرائيل.
استخدم الاحتلال مختلف أساليب القتل وأدواته، المنتجة في مصانعه أو المستوردة من الغرب، فحوّل الذكاء الاصطناعي إلى آلة قتل جماعي صامتة، وأتقن تدمير البنية التحتية عبر استخدام قنابل تزن الواحدة منها أكثر من طن، وألقى الصواريخ على الابنية السكنية وبين المدنيين لإحداث دمار كبير وتشكيل ضغط نفسي عليهم، واستثمر في الطائرات المسيّرة للاغتيالات والرصد. ومع كل استهداف للمقاومة، في اسقاط مسيّرة نوع “هرمز” أو تدمير دبابة ميركافا، ينعكس على تقييم المؤسسة العسكرية وقيمتها السوقية من المشترين، كون “إسرائيل” أحد أهم المصدرين للأسلحة في العالم.