وسام عبد الله
أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حل البرلمان وتنظيم انتخابات تشريعية جديدة بعد فوز اليمين الفرنسي في الانتخابات الأوروبية بفارق كبير، حيث فرض هذا الصعود اليميني تطورات ستطال كافة الدول الأوروبية في سياستها الداخلية والخارجية.
وبحسب أرقام الاستطلاعات، استطاع اليمين الفرنسي بقيادة جوردان بارديلا الفوز بالانتخابات الأوروبية في فرنسا بحصوله على نسبة تراوح بين 31.5 و32.5 من الأصوات أي ضعف ما حققه حزب الرئيس ماكرون.
وبحال فوز باديلا بالأغلبية، سيبقى تأثير ماكرون، خلال السنوات الثلاثة المتبقية من حكمه، محصوراً بالشؤون الدفاعية والسياسة الخارجية، لكنه سيخسر القدرة على التحكم بالسياسة الداخلية، والذي سينعكس في مرحلة لاحقة على الانتخابات الرئاسية.
مع تبدل الأوضاع السياسية في الاتحاد الاوروبي، وفرنسا تحديدا، تتجه الأنظار للسياسة الخارجية ومساراتها المتعددة والمعقدة، والتي عبّر عنها اليميني الفرنسي خلال السنوات الماضية.
حيث تؤكد زعيمة اليمين الفرنسي ماري لوبان أنها تريد تحويل الاتحاد الاوروبي إلى “تحالف أوروربي للأمم”، فهي لا تريد إخراج فرنسا من الاتحاد الأوروبي، كما هو الحال مع انكلترا، فتقول “إننا جميعاً نريد أن نكون المدافعين عن أوروبا، وأنا أعتبر أن تحول الاتحاد إلى تحالف للأمم من شأنه إنقاذ أوروبا”.
وتشير لوبان أن هذا التحول لا يمس باتفاقية شينغن للتنقل الحر، فما تريده هو تعديل الدستور الفرنسي لجعل القانون الدستوري والسيطرة على الحدود أعلى من القوانين الأوروبية، وهو ما يتعلق بشكل أساسي بقوانين الهجرة، التي تتشارك الأحزاب اليمينية الاوروربية بضرورة الحدّ منها وتقويضها.
وحول دور فرنسا في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، فتوضح لوبان أنها تريد الخروج من “القيادة العسكرية الموحدة”، وليس من الحلف بشكل عام، فتقول “من الصعب أن تكون فرنسا لاعباً رئيسياً من أجل السلام والحرية إذا كانت مكبلة بتبعيات تعيق تحركها الحر”، وهنا المقصود بها السياسة الأميركية وتأثيرها على قرارات الحلف.
أما بالنسبة إلى الملف الأهم على المستوى الأوروبي المتعلق بالحرب الروسية الأوكرانية، فتتجه لوبان نحو التواصل مع روسيا، وهو ما اتُهمت به في الانتخابات السابقة بتليقها دعما من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وتوضح الزعيمة اليمينية “حتى اندلاع الحرب، كنت أعتقد حقيقة أن مصلحة فرنسا تكمن في إعادة ربط روسيا بالعربة الأوروبية، ومنع روسيا من أن تشكل مع الصين تحالفاً وثيقاً في مجالات الطاقة والاقتصاد، وربما الدفاع والعملات”. وتضع لوبان هذه الطروحات من باب مصلحة أوروبا وأميركا، لمنع قيام تحالف روسي صيني في وجههما.
وعلى الرغم من تنديدها بالحرب على أوكرانيا، إلى أن لوبان نبّهت من خطر العقوبات التي تفرض على روسيا كونه سيؤثر على سلسل توريد النفط والغاز الروسيين، ودعت إلى “تقارب استراتيجي بين حلف شمال الأطلسي وروسيا بمجرد انتهاء الحرب الروسية الأوكرانية وتسويتها بموجب معاهدة سلام”.
وكانت لوبان خسرت في مواجهتها مع ماكرون مرتين في الانتخابات الرئاسية لعامي 2017 و2022، وتهدف إلى الوصول للرئاسة في الاستحقاق المقرر عام 2027.