وسام عبد الله
مع كل مسؤول يتم اختياره ليكون ضمن إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، يُبحث عن موقفه من النزاعات والحروب الخارجية، وتحديدا في نظرته للعلاقة بين واشنطن والاحتلال الإسرائيلي، وليس المنتظر أن نجد شخصا معاد لها، إنما لمعرفة درجة تأييده وتبريره للعدوان والاستيطان والتوسع الإسرائيلي.
وُصفت معظم الاسماء التي اختارها ترامب بأنها من فريق “الصقور” المؤيد لإسرائيل، والذين أعلنوا طوال السنوات الماضية عن ارتباطهم بها، ودعمهم لحمايتها وتعزيز وجودها.
وبحسب يوسي دجان، رئيس مجلس المستوطنات، أن “هذا الطاقم هو الأكثر تأييداً للاستيطان منذ سنة 1967. ولم يبق لرئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، إلا أن يتخذ قراراً جريئاً بفرض السيادة الإسرائيلية على المستوطنات وضم الضفة الغربية، في 20 كانون الثاني، حالما يتسلم ترمب مهام منصبه في البيت الأبيض”.
في وزارة الخارجية تم اختيار ماركو روبيو، والذي يوصف داخل الحزب الجمهوري بأنه متطرف لإسرائيل، فهو اتهم الرئيس الأميركي جو بايدن بعدم تقديم الدعم الكافي لإسرائيل في حربها ضد غزة ولبنان.
كما اختير مايكل والتز مستشاراً الأمن القومي، وفي مقال كتبها في مجلة “ذي إيكونوميست”، قال إن إدارة ترامب يجب أن “تسمح لإسرائيل بإنهاء المهمة وإنهائها بسرعة ضد حماس..والتوضيح للإيرانيين أن أميركا ستمنعهم من بناء الأسلحة النووية، وستعيد إطلاق حملة الضغط الدبلوماسي والاقتصادي لوقفهم وتقييد دعمهم لوكلاء الإرهاب، بما في ذلك حماس وحزب الله والحوثيين”.
أما وزير الدفاع بيتر هاغست، المذيع في قناة فوكس نيوز، اعتبر حل الدولتين غير موجود ورافضا فكرة إقامة دولة فلسطينية. وهو الرأي المشابه الذي قاله السفير الأميركي الجديد مايك هكابي، أن لا يوجد شيء اسمه فلسطين، وقال عام 2008، أن “الهوية الفلسطينية كانت أداة سياسية لمحاولة إجبار إسرائيل على الابتعاد عن الأرض”، مضيفا “الدولة الفلسطينية يمكن أن تتكون من أراض في مصر أو سوريا أو الأردن”.
وإليز ستيفانيك مندوبة أميركا بالأمم المتحدة، وجهت سهامها نحو السلطة الفلسطينية، وقالت “لحسن الحظ، فإن مكافأة الإدارة للفلسطينيين على حساب حليفتنا العظيمة إسرائيل ستصل إلى نهايتها”.
يقول رئيس مجلس المستطونات، فيما يتعلق بفرض السيادة على الضفة الغربية، إن “إدارة ترمب يمكن أن تؤيد قراراً كهذا ويمكن ألا تؤيد. لكنها بالتأكيد ستسكت ولن تحاربنا بسبب قرار كهذا مثل إدارة بايدن”. لكن التوصيف لدى مبعوث ترامب السابق إلى الشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، يختلف فيما يتعلق بالتفاؤل بالموافقة على ضم الضفة سريعا.
وقال غرينبلات، “أعتقد أنه من المهم بالنسبة لأولئك الذين يحتفلون في إسرائيل بفوز الرئيس ترامب أن يفعلوا ذلك بسبب الدعم القوي الذي يقدمه لإسرائيل.. لكنني أقول لبعض الوزراء الإسرائيليين الذين يحسبون أن توسيع السيادة الإسرائيلية في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) أصبح الآن أمراً محسوماً تلقائياً، خذوا نفساً. وتريثوا. لو كنت مستشاراً لهؤلاء الوزراء، لكنت أوصيت بأن يركزوا في البداية على العمل بشكل وثيق مع رئيس الوزراء نتنياهو لتمكينه من تعزيز علاقة إسرائيل بالولايات المتحدة والسماح له بالعمل على التهديدات والتحديات الهائلة التي تواجهها إسرائيل الآن”.