وسام عبد الله
يسعى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لإقالة وزير الدفاع يواف غالانت، تحت ذريعة الخلاف بينهما في إدارة الحرب على مختلف الجبهات، وتحديدا في توسيع المعارك في الجبهة الشمالية مع حزب الله، لكن هذا التباين السياسي يعود لما قبل العدوان على غزة.
فيما يتعلق بملف الحرب، يعتبر نتنياهو بأن وزير دفاعه يعرقل الهجوم الواسع على لبنان، وبأن إقالته ستساهم في إبرام صفقة تبادل مع حركة حماس، على أن يكون المرشح لخلافته هو الوزير السابق جدعون ساعر، زعيم حزب “اليمين الرسمي”.
انقسمت الآراء حول القرار الذي لم يتبناه نتنياهو بشكل رسمي، فوزير الأمن القومي ايتمار بن غفير قال “منذ عدة أشهر وأنا أدعو نتنياهو إلى إقالة غالانت وقد حان الوقت لفعل ذلك على الفور”، بينما عارضه عضو مجلس الحرب السابق بيني غانتس معتبرا أن نتنياهو منشغل بمناوراته السياسية، كذلك حذرت عائلات الأسرى الإسرائيليين أن تعيين ساعر سيمنع إبرام صفقة التبادل.
الخلاف الحالي، بدأ منذ أكثر من عام، حين طرح نتنياهو مسألة التعديلات القضائية، حينها عارض غالانت قرار رئيس الحكومة، واعتبره ذلك يشكل خطرا على “إسرائيل”. فأقاله نتنياهو لتخرج مظاهرات، سميت “بليلة غالانت”، نسبة للاعداد التي قدرت بنحو مليون شخص، شارك فيها، مما اضطر نتنياهو للتراجع عن قرار إقالته.
الصراع داخل الحكومة، سيؤدي لحالة عدم استقرار الاوضاع الداخلية، مع وصول الحرب لاكمال عامها الاول، وتصاعد احتمالية الحرب الموسعة شمالا، مما يشير إلى تباين واسع بين المؤسسة السياسة والعسكرية، في طريقة إدارة الحرب. وهو ما يؤشر أنها قد تمتد لوقت أطول، بانتظار نتائج الانتخابات الاميركية.
ويحاول غالانت منع نتنياهو من إقالته بحجة معارضته توسعت الحرب مع حزب الله، فقال إن “الدبلوماسية تنفد بسبب تصميم حزب الله على الارتباط بحماس”، وأنو”العمل العسكري بات السبيل المتبقي لإعادة السكان الشمال”.
السجال بين الطرفين، مرتبطة بمستقبل قطاع غزة، فغالانت لا يرغب بإعادة السيطرة على القطاع عسكريا كونه سيكون بكلفة كبيرة على أمن إسرائيل، وأن الوقت قد حان لابرام صفقة لتبادل الاسرى مع تحقيق ضربات عسكرية في خان يونس ورفح وغيرها، مما أضعف حماس، بحسب رأيه.
لا أحد في حكومة الاحتلال يريد تحمل المسؤولية، وكل ما نشهده من تابينات في التصريحات، هو في الاسلوب وليس الهدف، وضمن الضغوط السياسية المتبادلة الداخلية، فهاجس سقوط إيهود باراك بعد انسحابه من جنوب لبنان، يلاحق المسؤولين