وسام عبد الله
وصلت تداعيات العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة إلى حرم الجامعات الاميركية، التي تشهد بشكل متواصل منذ تشرين الاول 2023، موجة احتجاجات ومظاهرات طلابية، رفضا للحرب وتنديدا بالسياسة الاميركية وداعية لمقاطعة الشركات الداعمة للاحتلال.
فنفذ الطلاب وقفات احتجاجية داخل الجامعات، وشاركوا بمسيرات ومظاهرات منددة بالحرب، كما أفادت صحيفة “هآرتس”، نقلا عن 60 باحثاً اسرائيلياً، عن تعرضهم لحملة مقاطعة اكاديمية من قبل الطلاب أدت لطردهم من مؤتمرات وندوات خلال الاشهر السبعة الاخيرة.
في جامعة كولومبيا بولاية منهاتن، تحول الحرم الجامعي لمساحة لقاء واعتصام مفتوح للطلاب والاستاذة تضامنا مع فلسطين، مما دفع رئيسة الجامعة لاستدعاء الشرطة للتدخل وتفريق المتظاهرين بالقوة. وامتدت الاحتجاجات لباقي الجامعات وقابلها موجة اعتقالات، ففي جامعة نيويورك اعتلقت الشرطة 120 شخصا، وفي جامعة ييل بولاية كونيتيكت اعتقل 60 شخصا، كما ألغت جامعة ولاية كاليفورنيا في هومبولت الحضور الشخصي بعد أن تحصن الطلاب في أحد المباني الادارية.
وذريعة قمع المظاهرات الطلابية، ما ذكرته إدارة جامعة نيويورك أنه “جرى ترديد هتافات مرعبة مع رصد العديد من الحوادث المعادية للسامية “. ووصل الامر بدعوة مسؤولين في الكونغرس الأمريكي لاستخدام وحدات “الحرس الوطني” للتصدي لطلاب المناهضين لإسرائيل في جامعة كولومبيا.
ويعتبر الحراك المتصاعد في الجامعات الاميركية نقطة مفصلية وهامة في مسار التضامن الدولي مع القضية الفلسطينية، كون الاحتلال يدرك أهمية النشاطات الطلابية وتأثيرها في المستقبل السياسي الاميركي، وهو الذي سعى خلال العقود الماضية إلى تدجين الآراء وتوجيهها نحو دعم السردية الاسرائيلية وقمع كل الاصوات المؤيدة لحقوق الشعب الفلسطيني. والخوف الاسرائيلي من تمدد الاحتجاجات دفع حكومة الاحتلال لتجنيد كافة الوسائل لتشويه صورتها، فانشغل الاعلام الاسرائيلي بالترويج لتعرض طلاب يهود للاعتداء من قبل المحتجين وتوجيه لهم إهانات، ودعا الاحتلال الإدارات الجامعية للتحرك لمواجهة ” معاداة السامية ” كونها مظاهرات تدعم منظمات “ارهابية “.
الحراك الطلابي لا ينحصر بالاعتراض على الحرب الاسرائيلية، إنما هو جزء من حالة المعارضة لسياسة الرئيس الاميركي جو بايدن المؤيدة للاحتلال، حيث عبّرت شخصيات ومنظمات اميركية عن رفضها لاستخدام أموال الضرائب لتمويل آلة القتل الاسرائيلية، وتوجهت إلى الادارة الاميركية بضرورة الدعوة لوقف دائم لإطلاق النار في غزة ووقف جميع المساعدات لإسرائيل.