وسام عبد الله
استهدف الاحتلال الإسرائيلي، أمس الثلاثاء، مركزا تابعا للجيش اللبناني في بلدة الصرفند مما أدى إلى استشهاد ثلاثة عناصر، واليوم صباحا، استهدفت آلية عسكرية في منطقة برج الملوك فاستشهاد عسكري وجرح آخر، هذه الاعتداءات وقعت في أثناء المفاوضات لإعلان وقف إطلاق النار، وأحد بنودها الاساسية، توسيع صلاحية القوات العسكرية اللبنانية جنوبا. فمن يضمن ألا يتعرض جنود وضباط الجيش مستقبلا للعدوان الإسرائيلي، وهل يملك القدرة العسكرية على رد العدوان؟.
بحسب التقديرات العسكرية، لتطبيق القرار الدولي 1701، من المفترض أن ينتشر في جنوب الليطاني نحو 10 آلاف عنصر من الجيش اللبناني، والمتواجد حاليا بين الخط الأزرق ونهر الليطاني نحو 4500 عنصر، فالحاجة إلى تجنيد حوالي 6 آلاف إضافي،
وهو ما يتطلب تكلفة مالية، من عتاد وتجهيزات لكل جندي، 4500 دولار، لتكون القيمة الإجمالية لتمكين قيادة الجيش من تنفيذ انتشارها نحو مليار دولار.
وفق موقع موقع “غلوبال فاير باور” الأميركي المتخصص بالشأن العسكري، يبلغ عدد عناصر الجيش اللبناني نحو 125 ألف جندي، منهم 60 ألف جندي نظامي، والآخرون يمثلون قوات شبه عسكرية، ويمتلك من العتاد الحربي أكثر من 4500 مركبة قتالية مدرعة و200 دبابة و84 مدفعا ذاتي الحركة و374 مدفعا ميدانيا و30 راجمة صواريخ.
وتمتلك القوات الجوية 81 طائرة حربية، منها 9 طائرات هجومية و9 طائرات للتدريب و69 مروحية، فيما تملك القوات البحرية 69 قطعة بحرية منها 44 سفينة دورية.
تعد الولايات المتحدة الأميركية من أكثر الداعمين للجيش اللبناني، حيث تشير أرقام وزارة الخارجية الأميركية، أنه بين عامي 2006 و2022، قدمت ما يزيد عن 3 مليارات دولار مساعدات للجيش. إضافة إلى دول أخرى تشارك في الدعم المالي مثل بريطانيا والاتحاد الاوروبي وقطر. على الهامش، في شهر آب الماضي، أعلنت واشنطن عن بيع أسلحة بقيمة 20 مليار دولار لإسرائيل.
بحسب المعطيات السابقة، يكون التوازن العسكري بمواجهة جيش الاحتلال الإسرائيلي في حالة خلل لصالح العدو، الذي يملك نحو 600 ألف عسكري بين متطوعين واحتياط، وله القدرة الصاروخية والطائرات الحربية المتطورة والتقنيات الالكترونية، وقد أظهر العدوان الأخير على لبنان، ما يملكه الاحتلال من وسائل تدميرية، فكيف يستطيع الجيش اللبناني التصدي لطائرات دون صواريخ دقيقة؟
جرت محاولات عديدة سابقا لزيادة تسليح الجيش اللبناني لكن الموقف الأميركي كان رافضا، فقبل عشر سنوات، عرضت إيران تسليح الجيش بطائرات ومدفعية وقذائف ودبابات، مجاناً، ولكن الحكومة اللبنانية رفضت تحت ذريعة “التبعية لإيران”، كذلك الأمر على صعيد روسيا، بعرضهم تسليح الجيش بعشر طائرات “ميغ 29” ولواء دبابات “ت 72” ولواء مدفعية وقذائف الدبابات، مجانا دون مقابل.
وقد أشار الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، أن الذي يمنع تسليح الجيش هما أميركا وألمانيا، لمنع حصوله على أسلحة يواجه بها إسرائيل. قضية تسليح الجيش مرتبطة بالقرار السياسي لدى الدولة اللبنانية، هل تبقى رهن الموافقة الأميركية أم توسع خياراتها؟.