وسام عبد الله
قبل وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى البيت الابيض بدأت ملامح سياسته تتضح، الهادفة إلى إعادة تشكيل الأوضاع في مناطق متعددة من العالم، خصوصا في الشرق الأوسط وأوكرانيا والصين.
رغم التحديات الكبيرة التي يواجهها، سواء على الصعيد الداخلي أو الدولي، يواصل ترامب اتباع استراتيجيات متجددة، مثل تعزيز علاقات واشنطن بحلفائها التقليديين في المنطقة، والضغط على القوى الكبرى مثل إيران والصين. تسلط هذه المرحلة الضوء على الدور الذي سيلعبه ترامب في القضايا الجيوسياسية، ومنها مستقبل النزاعات والتكنولوجيا وإعادة رسم الخرائط.
خلال فترة رئاسة بايدن، تمكن ترامب من فرض اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، متجاوزاً توقعات رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، الذي كان يتوقع دعمًا غير مشروط من بايدن. ضغط ترامب على نتنياهو لتقديم تنازلات، مع تعزيز “اتفاقات إبراهام” لتطبيع العلاقات بين “إسرائيل” والسعودية لمواجهة إيران.
كما يسعى ترامب لتعزيز الردع الأمريكي ضد الصين، وتحقيق سلام في الشرق الأوسط قد يتيح له الفوز بجائزة نوبل للسلام.
من المتوقع أن يتبع سياسة مع الصين تشمل تقليص العجز التجاري عبر فرض رسوم جمركية على السلع الصينية، وتعزيز الصناعة الأمريكية. وسيواصل الضغط على شركات التكنولوجيا الصينية مثل “هواوي” و”تيك توك”.
من المتوقع أن يركز في ولايته الجديدة على تعزيز العلاقات مع حلفاء أمريكا في الشرق الأوسط مثل السعودية والإمارات ومصر، مع التركيز على المصالح الأمنية والاقتصادية. وقد يتخذ قرارات بشأن الوجود العسكري الأمريكي في العراق وسوريا، خصوصا في علاقاته مع إيران وتركيا. كما يسعى ترامب إلى توسيع اتفاقات التطبيع التي أبرمها مع إسرائيل، وخاصة مع السعودية التي قد تطالب بتطوير برنامج نووي وضمانات لدولة فلسطينية.
يخطط ترامب بالتعاون مع مستشاره إيلون ماسك لفرض رسوم جمركية على كندا والمكسيك، وشراء جزيرة غرينلاند من الدنمارك، وضغوط اقتصادية على كندا لتحويلها إلى ولاية أمريكية.
يُتوقع أن يعيد أيضا تشكيل خريطة أوكرانيا بالتعاون مع الرئيس الروسي بوتين، مع احتمال موافقة الرئيس الأوكراني زيلينسكي على التنازل عن بعض الأراضي.
فيما يخص الشرق الأوسط، يُتوقع أن يستمر ترامب في دعم إسرائيل ويسعى لإنهاء القضية الفلسطينية، مع خطة لضم غزة والضفة الغربية لإسرائيل وتحويل غزة إلى مركز اقتصادي. كما يعمل على تحجيم نفوذ إيران في المنطقة، بعد اتفاقها الاستراتيجي مع روسيا.
وفيما يتعلق بسوريا، يُتوقع أن يشهد البلد تغييرات كبيرة، مع احتمالية تدخل تركي وإسرائيلي، وتركيز أمريكي على محاربة النفوذ الإيراني، مع طموح ترامب لتحقيق “سلام” في المنطقة. ستواجه دمشق تحديات كبيرة، خاصة في ظل التوترات بين الفصائل الكردية المدعومة من الولايات المتحدة وتركيا، إضافة إلى تأثير العقوبات الأمريكية على الاقتصاد السوري.