وسام عبد الله
في جلسات المفاوضات بين الاطراف المتنازعة، يكون النقاش الأكبر حول طريقة إنهاء العمليات العسكرية هل يكون تحت مسمى ” الهدنة ” أو ” وقف إطلاق النار “.
وبين مصطلحي الهدنة ووقف إطلاق النار، فروقات بطريقة تطبيقهما عمليا من قبل القوى العسكرية والجهات السياسية، ولكنها تتفقان معاً بأنهما تعنيان وقف العمليات العسكرية وليس إنهاء حالة الحرب بشكل كامل، والتي تتمثل بإبرام اتفاقية سلام بين الطرفين.
يعرّف القانون الدولي الانساني وقف إطلاق النار بأنه ” اتفاق ينظِّم وقف جميع النشاطات العسكرية لمدة معيَّنة في منطقة معيَّنة. ويجوز الإعلان عنه من جانب واحد أو ربّما يتمّ التفاوض عليه بين أطراف النزاع “.
وقد يكون وقف إطلاق النار مؤقت أو دائم، وفي الحالة الأولى قد يشكل مدخلا للوصول إلى اتفاقية لأنهاء حالة النزاع، ولكن أيضا قد تستأنف أي جهة الاعمال العدائية من طرف واحد.
أما الهدنة، التي تتصف بالمدة الزمنية أنها غير محددة المدة الزمنية، فهي ” اتفاقيّة عسكرية، الغرض منها تعليق الأعمال العدائية في جميع مسرح الحرب “.
وتؤكد اتفاقية لاهاي لائحة لاهاي أن ” كل خرق جسيم لاتفاقية الهدنة من قبل أحد الأطراف يعطي الطرف الآخر الحق في عدّها منتهية، بل واستئناف العمليات العدائية في الحالة الطارئة “.
وتشير اتفاقية جنيف الاولى في المادة 15 أنه ” كلما سمحت الظروف، يتفق على تدبير عقد هدنة أو وقف إطلاق النيران أو ترتيبات محلية لإمكان جمع وتبادل ونقل الجرحى والمرضى المتروكين في ميدان القتال “.
وفي الشكل، الهدنة ووقف إطلاق النار، هدفهما إدخال المساعدات الانسانية وتأمين الاحتجياجات الصحية للمدنيين، إنما في الجوهر، فهما فرصة للقوات العسكرية لإعادة ترتيب أولوياتها وتقييم وضعها الميداني، والتي يبنى على أساسه إمكاينة استمرار التهدئة أو معاودة القتال.
وهو الحال في قطاع غزة، حيث تتمسك حركة حماس في المفاوضات التي تجرى في القاهرة نتيجة العدوان الاسرائيلي منذ تشرين الاول 2023، بشرط وقف إطلاق النار كاملا، وليس الهدنة، كما حصل في 24 تشرين الثاني الماضي. لأنها تدرك بأن الاحتلال الاسرائيلي سيعاود عدوانه على المدنيين إن كانت الصفقة مبنية على أساس الهدنة وليس إيقاف إطلاق النار.
وفي شباط 2005، أعلنت السلطة الفلسطينية عن إيقاف إطلاق النار مع الاحتلال الاسرائيلي، عبر إعلان السلطة عن ” وقفا كاملا لإطلاق النار وأعمال العنف تجاه الإسرائيليين، وسوف يعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون وقفا كاملا لإطلاق النار ووقف جميع النشاطات العسكرية تجاه الفلسطينيين “، ومنذ 19 عاما لم تلتزم قوات الاحتلال بوقف الاعمال العدائية ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية.