لا تخفي شخصية سياسية مسيحية وازنة استغرابها للدور الذي تؤديه بكركي في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ لبنان والمنطقة، فالصرح الذي من المفترض ان يكون موقف سيده نابعاً من خلفية دقيقة وواعية لتداعيات اي موقف يتخذه، بات في المرحلة الأخيرة يترك أكثر من علامة استفهام حول الرؤية التي يتبعها البطريرك الراعي لاطلاق مواقفه.
ويتابع المصدر نفسه: يمكن ان نفهم ان يكون الراعي متمسكاً بنظرية الحياد، وان تكون برأيه هي الحل لمشاكل لبنان، ولكن هل يمكن ان يتزامن مسار الحياد مع العدو مع حملة شبه أسبوعية على الشريك في الوطن مع رصد تداعيات هذه الحملات على الوضع الداخلي المتوتر اساساً. ويضيف: ممكن انه لا يعتبر عمليات حزب الله عمليات مقاومة، ولكن هل يدرك تداعيات وصفها بالارهابية في عظة الأحد، وهو تعبير لم يستعمله لا لإدانة المجازر الاسرائيلية ولا لتوصيف الوحشية والابادة التي يتعرض لها الفلسطينيون في غزة، فهل المطلوب حياد مع العدو واشكال مع الشريك في الوطن؟
ويختم المصدر عينه مبدياً خشيته من أن غياب الرؤية لدى القيادات المسيحية الروحية والسياسية سيجعل المسيحيين يدفعون الثمن، كأنهم لم يتعلموا من الماضي أي درس!
عناوين رئيسية