وسام عبد الله
بعد ساعات طويلة من البحث، أعلنت إيران وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان وسبعة آخرين، بعد تحطم مروحيتهم “بيل 2012” نتيجة الطقس السيء والضباب الكثيف، أثناء تحليقها عبر منطقة جبلية في محافظة أذربيجان الشرقية.
سيخلف الرئيس الإيراني نائبه الأول محمد مخبر، على أن تجرى انتخابات رئاسية تنظم في غضون خمسين يوماً، ويوضح الدستور الإيراني أنه “في حالة وفاة رئيس الجمهورية، أو عزله، أو استقالته، أو غيابه أو مرضه لأكثر من شهرين، أو في حالة انتهاء فترة رئاسة الجمهورية وعدم انتخاب رئيس جديد، يتولى المعاون الأول لرئيس الجمهورية أداء وظائف رئيس الجمهورية، ويتمتع بصلاحياته بموافقة القيادة”.
وفي المرحلة المقبلة، وبحسب الدستور، سيعمل رئيس البرلمان ورئيس السلطة القضائية والمعاون الأول لرئيس الجمهورية، على إعداد الأمور ليتم انتخاب رئيس جديد للبلاد.
ولم تكن هذه الحادثة هي الأولى من نوعها في إيران، ففي عام 1980 تعرضت مروحية الرئيس أبو الحسن بني صدر، إلى عطل فني مفاجئ لكنه نجا من الحادثة. وهو الرئيس الأول بعد الثورة الإسلامية.
وفي عام 2013، تعرضت مروحية الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد لحادث جوي في وسط البلاد، إذ اصطدمت بأسلاك كهربائية، وسيطر الطيار على المروحية لينجو الركاب جميعهم.
خرجت سيناريوهات عديدة خلال الساعات الماضية، حول أسباب الحادث، فمنها من اعتبرها نتيجة حدث طبيعي نتيجة الأحول الجوية السيئة، والبعض اتجه لإمكانية توصيفها بعملية اغتيال لأسباب متعددة داخلية وخارجية. ومن التصريحات التي وصفت سبب الحادث المأساوي، ما قاله محمد جواد ظريف، وزير الخارجية الإيراني السابق، بأن الولايات المتحدة الأميركية “هي المتسببة في سقوط مروحية الرئيس الإيراني لأنها فرضت عقوبات على قطاع الطيران في إيران ومنعت إدخال قطع تحديث الطائرات”. وأكد المرشد الإيراني السيد علي خامنئي، أثناء عمليات البحث عن الطائرة المفقودة، أن “على الشعب ألا يقلق فلن يكون هناك أي خلل في عمل البلاد”.
تولى الرئيس رئيسي حكم البلاد عام 2021، وخلال السنوات السابقة، أعاد العلاقات الدبلوماسية والسياسية مع السعودية في عام 2023 بعد انقطاعها منذ عام 2016، وشارك في اجتماع القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية في الرياض، بتشرين الثاني 2023، والتقى خلال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. وعمل على تعزيز العلاقات مع الصين وروسيا، والتبادل التجاري والعسكري معهما، كما استمر في تعزيز العلاقات العربية، كتوقيع اتفاقيات اقتصادية مع العراق، وزيارته إلى سوريا في أيار 2023، وهي أول زيارة لرئيس إيراني لدمشق منذ عام 2010. وقد يكون الإنجاز الأهم في فترة حكمه، شنّ إيران ولأول مرة هجوماً بالمسيّرات والصواريخ على الإحتلال الإسرائيلي في نيسان الماضي.
في التاريخ، سجل العديد من حوادث تحطم الطائرات الرئاسية وأدت في معظمها لمقتل طاقمها، ومنها طائرة الرئيس العراقي عبد السلام عارف، والرئيس الباكستاني ضياء الحق، ورئيس بولندا ليخ كاتشينسكي.