وسام عبد الله
سرق إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن انسحابه من الترشح للإنتخابات الرئاسية، بعض الضوء، من الرصاصة التي أصابة المرشح الجمهوري دونالد ترامب. ليبدأ الحزب الديمقراطي سباقاً مع الوقت، لاختيار مرشحه ضمن فترة قصيرة، بين المؤتمر العام للحزب وموعد الانتخابات.
ينعقد المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي في 19 آب المقبل، وتتم خلاله عملية اختيار المرشح الرسمي للانتخابات الرئاسية. ويبلغ عدد المندوبين 3 آلاف و949 مندوباً، وعلى المرشح الحصول على نسبة 1976 صوتا، التي تشكل أغلبية أصوات المندوبين.
وفي حال لم يحصل المرشح على الأغلبية، يتجه الحزب نحو تنظيم مؤتمر “مفتوح”، وهو السيناريو الذي شهده الحزب عام 1968 بعهد الرئيس ليندون جونسون. حينها تتحول الفعالية إلى انتخابات تمهيدية مصغرة، يتنافس فيها المرشحين لإقناع المندوبين بالتصويت لهم. وبايدن هو أول رئيس يتخلى عن ترشيح حزبه لفترة جديدة منذ الرئيس جونسون. ووفقاً لقواعد الحزب، يجب على المرشحين تلبية متطلبات معينة لوضع أسمائهم ضمن مرشحي الحزب للرئاسة، ويجب عليهم الحصول على توقيع 300 مندوب على الأقل.
ومن الاحتمالات المطروحة لاختيار المرشح الرئاسي، فكرة “التصويت الافتراضي”، والذي قد يضمن وجود مرشح قبل المؤتمر، حيث سيتم إعطاء المندوبين إشعاراً قبل 24 ساعة من بدء التصويت، والعملية ستتم عبر بطاقات اقتراع رقمية ترسل عبر البريد الإلكتروني إلى المندوبين. لكن الحزب لم يحسم هذا الخيار.
ومع انسحابه من الانتخابات، أعلن بايدن تأييد ترشيح نائبته كامالا هاريس لتحل محله كمرشحة للحزب الديمقراطي. ومن الأسماء المطروحة للترشح، حاكمة ولاية ميشيغان الديمقراطية غريتشن ويتمر، وحاكم ولاية كاليفورنيا غافين نيوسوم، ووزير النقل بيت بوتيغيغ، وحاكم ولاية بنسلفانيا جوش شابيرو.
وستحاول قيادة الحزب الديمقراطي إيجاد مرشح قادر على توحيد الحزب ومنافسة الرئيس السابق دونالد ترامب. والاحتمالات مفتوحة لمختلف الاتجاهات، فقد يشكل اختيار هاريس خطوة تساعد في جذب المندوبين لاختيارها، والتي يعتقد أنها ستكون منافسا قويا لترامب. فالأخير كان تركيزه السابق على صحة بايدن، أما الآن سيهاجم هاريس بصفتها ضمن الإدارة الاميركية السابقة. وبحال لم يتمكن الحزب الديمقراطي من اختيار الشخص المناسب، حينها قد تكون الطريق أسهل لترامب للوصول مرة جديدة إلى البيت الأبيض.