وسام عبد الله
قال بن غوريون، أول رئيس لحكومة الاحتلال، حول استمرار وجود الكيان الاسرائيلي “يتوقف فقط على توفر عامل واحد، هو الهجرة الواسعة إلى إسرائيل”، وبعد أكثر من سبعة عقود، يسجل الكيان هجرة معاكسة وفقدان الرغبة بالبقاء.
لم تقتصر تداعيات عمليات حزب الله العسكرية في شمال فلسطين المحتلة، بهرب المستوطنين نحو داخل الكيان وتوقف الحياة الاقتصادية والاجتماعية، إنما اهتزت الثقة بحكومة الإحتلال، ومع فكرة البقاء كجزءٍ من الكيان.
فقد أفاد موقع “والاه” الاسرائيلي، أن رؤساء مستوطنات شمال فلسطين المحتلة، قرروا إعلان قيام ما سموه “دولة الجليل” والانفصال عن إسرائيل، في ذكرى النكبة، ما يعرف عندهم بيوم “الاستقلال”.
وأشار الموقع أن الإعلان سيترافق مع نشاطات أخرى يخططون لها، من بينها استعداد سكان الشمال الذين تم إجلاؤهم للتظاهر ضد الحكومة “يوم الاستقلال”، والقيام بسلسلة من الإجراءات الأخرى.
بعد سبعة أشهر من عمليات المقاومة ضد المواقع العسكرية لجيش الإحتلال، أدت بحسب الأرقام الصادرة عن رؤساء المستوطنات، إلى نزوح حوالي 80 ألف شخص، فيما التقديرات تشير أن العدد أكبر من المصرح به.
وقال مراسل قناة “كان” الإسرائيلية، روبي همرشلاغ، في تقريرٍ أعده من مستوطنة المطلة، “من يبقى على قيد الحياة فهذا بسبب قرار حزب الله الذي يراقب طوال الوقت كل حركة على الحدود الشمالية”.
تبدلت الحياة في المستوطنات، وهو ما رصده الإعلام الإسرائيلي وعبّر عنه المسؤولين في الشمال، حيث أشار رئيس مجلس المطلة، دافيد أزولاي، إلى مشهد تشييع أحد شهداء المقاومة بحضور المئات من اللبنانيين، فيما الجنازات في المستطونات تقام سراً في الليل، وهو ما وصفه أنه “أسلوب حياة مشين”.
يجمع المحللون الاسرائيليون، بأن نتائج عملية “طوفان الاقصى” على المدى البعيد أقسى من التداعيات الحالية على مسار وجود الكيان، فأفادت وسائل إعلام إسرائيلية إلى هجرة حوالي مليون شخص، وهو ما يفوق عدد من تجلبهم الوكالة اليهودية من مختلف دول العالم إلى داخل الكيان.
تأثير الحرب على الاحتلال، تكمن إضافة إلى الهجرة المعاكسة، بحالة الهرب من الخدمة العسكرية ورفض العديد من الشباب الإلتحاق بالجيش، كما امتد تأثيرها إلى النقص في اليد العاملة نتيجة عمليات المقاومة في شمال فلسطين وغلاف غزة، واضطرار القيادة العسكرية إلى استدعاء حوالي 360 ألف من جنود الإحتياط.