وسام عبد الله
لا يمكن الفصل بين تضرر الردع الذي أحدثته عملية “طوفان الاقصى”، وما تلاه من هجمات قامت بها فصائل المقاومة على مختلف الجبهات. فالهاجس الأول لدى الإحتلال، بكيفية محاولة استعادة الثقة لهيبة الردع لدى المستوطنين والحلفاء.
يشكل العدوان الذي استهدف ميناء الحديدة اليمني، أحد المحاولات لاستعادة قوة الردع لدى جيش الاحتلال، وخاصة أن القوات اليمنية، قصفت تل أبيب، وهو ضمن سلسلة من العمليات التي لم تعد حكومة الاحتلال تتحمل استيعابها، من شن حزب الله بشكل يومي هجمات على مواقع ومستوطنات في شمال فلسطين المحتلة، والرد الإيراني على عملية اغتيال قادة في دمشق، وغيرها.
والاعتماد المركزي لقوة الردع العسكرية، هو سلاح الجو، الذي يؤمن الغطاء للقوات البرية بالتقدم، وينفذ المجازر بحق المدنيين، فأراد الاحتلال، إعادة ترسيح قوة الردع جويًّا، خاصة بأن الميدان لم يحقق نتائجه، بسحق حركة حماس ولا بمنع حزب الله من تنفيذ عملياته.
فجرى تنظيم العدوان على اليمن، ليكون بنطاق جغرافي واسع وبعيد، يشبه في مسافته الامتداد نحو دول المنطقة وصولا إلى إيران.
لا تنظر “إسرائيل” إلى اليمن كجبهة منفصلة عن باقي الساحات، إنما كجزء من الصراع الاقليمي، والذي يدخل أيضا في صورة الكيان لدى دول المنطقة الموقعة معها اتفاقيات سلام. فأول التساؤلات التي طرحت بعد فشل المنظومة الأمنية في التصدي لعمليات المقاومة الفلسطينية، كيف ستكمل “إسرائيل” تقديم نفسها بأنها حامية لمصالح الحكومات التي تربط معها اتفاقيات أمنيّة، في حين ظهرت بأنها في حاجة دائمة لحماية غربية؟.
تدرك حكومة الاحتلال أنه مهما صعّدت من عدوانها على اليمن، واستهدفت قادة في حزب الله، فإن الحل يبقى في غزة، بوقف العدوان بشكل كامل، فكل الجبهات أعلنت بأنها تقف خلف حركة حماس في مفاوضاتها ومساندتها لها.
منذ بداية الإبادة الجماعية في غزة، ومعظم الاعتقاد كان أن الهجوم الأوسع سيكون من جنوب لبنان باتجاه الأراضي المحتلة، لكن الجبهة اليمنية حملت المفاجأة بدخولها على خط المواجهة المباشرة، ومع استهدافها قلب الكيان الإسرائيلي، تكون انتقلت إلى مرحلة مختلفة من المقاومة.
وأعلنت حركة “أنصار الله” أنها تملك القدرة على استهداف المصالح الإسرائيلية والغربية في جغرافية المنطقة، والعين حاليا نحو الموانئ الاسرائيلية على شاطئ البحر المتوسط، بأن تكون أحد الاهداف المقبلة للمسيّرات والصواريخ اليمنية. فالتنسيق بين فصائل المقاومة واضح في الميدان، فما رصده “هدهد” حزب الله من مواقع عسكرية ومستودعات ومراكز حساسة في “إسرائيل”، قد عاينه وأدرك إحداثياته اليمني أيضا.