وسام عبد الله
لم تعد الحرب على غزة هي العنوان الوحيد في مواجهة العدوان الإسرائيلي، إنما دخلت عليها بشكل مباشر، المعارك في الضفة الغربية والحملة العسكرية التي يشنها الاحتلال على البلدات والمناطق الشمالية منها.
والترابط بين الضفة الغربية وغزة، أمر محوري لدى فصائل المقاومة، والذي يشكل المعيار الأبرز في كيفية تحول المشهد السياسي والميداني، ليس فقط على مسار المفاوضات وإنما أيضا على الواقع
الفلسطيني مستقبلا.
تشهد الضفة الغربية ضغطا كبيرا من قبل سلطات الاحتلال عبر المعابر والحد من الحركة والاعتقالات الامنية وصولا إلى المعارك الأخيرة في طولكرم وجنين، كما يعيش سكان الضفة تحت سطوة إرهاب جماعات المستوطنين الذين يمارسون أبشع أنواع القتل والتنكيل والاعتداءات الجسدية والنفسية، ليكون مكملا للسياسة الحكومية اليمينية المتطرفة.
وتعد الاستفزازات الأخيرة من قبل بن غفير وتياره اليميني، بدعواته لبناء كنيس في المسجد الاقصى والتصرفات العدوانية اتجاهه، قد يشكل هذا السلوك شرارة الانتفاضة الثالثة، فحين يعيش السكان هذا النوع من الحياة الصعبة، ستصل يوما إلى الانفجار.
وقد حاول الاحتلال من خلال الصور الهمجية في غزة، أن يقمع كل فكرة قد تولد في الضفة الغربية، مشابهة لعملية طوفان الاقصى، وما حدث خلال الايام الماضية في عمليات هدم وتجريف وقتل،
تهدف لخلق حالة “ردع” وخوف لدى السكان. أمر آخر يسعى الاحتلال إلى ترسيخه، بان الحرب في غزة هي بدوافع إيرانية، وأن طهران تحاول الدخول إلى الضفة الغربية.
نتيجة الغطاء الدولي للمجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال، لم يعد هناك من سقف أمام بنيامين نتنياهو يمنع من استمرار إبادته الجماعية، فمن غزة إلى الضفة الغربية، إلى تخليه عن سكان الشمال والأسرى، فكل ما يريده هو المحافظة لوقت أطول على منصبه السياسي، لكن بحال اندلاع انتفاضة في الضفة أو تصاعدت عمليات المقاومة، حينها لن ينفع تمسكه في المفاوضات بالبقاء بمحور فيلادلفيا، لأن الاحداث ستكون اشتعلت على أكثر من جبهة، والتي ستتحول إلى حرب استنزاف طويلة للجميع.
وقد أثبت التجربة أن الاحتلال لا يقيم وزنا لاي مؤسسة أو جهة فلسطينية، سوء من السلطة أو فصائل المقاومة، فالحديث عن دخول السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة وإدارته في اليوم التالي لنهاية الحرب، ليس إلا وهما، فالحكومة الاسرائيلية، تتعامل معها، رغم التنسيق الأمني، بأنها تهديد آخر، ولا يمكن أن يقبل نتنياهو بإدارة فلسطينية للقطاع دون أن يكون محتلا لقسم منه.