وسام عبد الله
اجتمعت حركتا حماس وفتح الفلسطينيتان في بكين لإجراء محادثات لتحقيق الوحدة الفلسطينية، في شهر نيسان، وأكدت وزارة الخارجية الصينية خلال مؤتمر صحفي، أن الوفدين أجريا حواراً صريحاً وأحرزا تقدماً إيجابياً، مؤكدة أن الجانبين اتفقا على مواصلة الحوار في حزيران المقبل بالعاصمة بكين.
واتخذت الصين مواقفاً، خلال الاشهر الأخيرة، أثارت فيها انزعاج الاحتلال الاسرائيلي. فقد أشار وزير الخارجية الصيني وانغ يي، في حديث صحفي، رفض بلاده لأي تهجير قسري أو عقاب جماعي للفلسطينيين في قطاع غزة، وضرورة الوصول إلى وقف كامل لإطلاق النار في غزة، وتأكيد السير بالحل النهائي للقضية الفلسطينية ضمن ما وصفه بالظلم التاريخي الذي تعرض له الشعب الفلسطيني.
تعتبر الصين حضورها في منطقة الشرق الاوسط ضرورة استراتيجية في مواجهة الإدارة الأميركية، إن كان من خلال دورها في المصالحة الإيرانية السعودية السنة الماضية، أو من خلال موقفها من القضية الفلسطينية ودعمها لحل الدولتين ولعضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدة.
تحرص الصين على إقامة علاقة متوازنة مع مختلف الفصائل الفلسطينية، إن كان التواصل مع منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة في رام الله، أو من خلال اللقاءات مع قيادات من حركة حماس، والتي لا تصنفها منظمة إرهابية كالعديد من الدول.
ولم تعلن بكين إدانتها لعملية طوفان الاقصى، واعتبرت الحرب الاسرائيلية على غزة سلوكا مبالغا به كرد فعل على العملية، فاستخدمت مع روسيا حق النقض ( الفيتو ) ضد قرار في مجلس الأمن يدين حركة حماس.
تاريخيا، أقامت الصين علاقات دبلوماسية مع فلسطين، واعترفت بفلسطين كدولة ذات سيادة عام 1988، وقدمت الدعم لمنظمة التحرير الفلسطينية، وأكدت على ضرورة تطبيق حل الدولتين.
العلاقة مع الفلسطينيين لم تمنع بكين من إقامة علاقات اقتصادية مع كيان الاحتلال، والتي تعتبر شريكاً تجارياً مهماً له في قطاع التكنولوجيا. ولكن نتيجة الموقف المنفتح على الفصائل الفلسطينية، جعل العلاقة تتوتر ببعض المواقف مع إسرائيل، كما حدث حين أيَّدت الصين قرار مجلس الأمن، الذي يطالب بالوقف الفوري والكامل لجميع الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ليرد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإعلان عزمه تقييد العلاقات الدبلوماسية مع الصين.
وعرضت الصين لعدة مرات، الوساطة بين الفلسطينيين وحكومة الاحتلال، ودعوتها لمحادثات مباشرة بينهما وتقديم اقتراحات لمجلس الامن لإنهاء الصراع في الشرق الاوسط.
دخول العملاق الآسيوي في ملف القضية بالمنطقة، يشكل حساسية لدى واشنطن، وهو ما سيدفع من حدة التنافس بينهما، في سباقٍ لمن يملك وسائل الضغط على الاطراف المعنية للمضيّ قدماً بعملية السلام، وهو ما لن تقبل أميركا أن تنجح به الصين، لتأثيره على مكانتها الدولية.