وسام عبد الله
على الرغم من التسريبات الاعلامية الإسرائيلية، حول مزاعم وقف إطلاق النار والمفاوضات، على جبهتي غزة ولبنان، طوال العام الماضي، إلا أن الحديث عن دور روسي في التسوية، يفتح مجالا للبحث والنقاش حول تعزيز حضور موسكو في المنطقة.
فأشارت وسائل إعلام إسرائيلية، إلى إمكانية مشاركة روسيا في اتفاق للتسوية بين “إسرائيل” وحزب الله، حيث ستكون مهمة موسكو في الاتفاق، منصبّة بالدرجة الأولى على منع إدخال الأسلحة الإيرانية إلى المقاومة.
وزار وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر روسيا سرا الأسبوع الماضي للدفع نحو اتفاق لوقف إطلاق النار مع لبنان، وفق إذاعة جيش الاحتلال.
وأوضحت الإذاعة إلى إمكانية أن تلعب روسيا دورا كبيرا في وقف إطلاق النار بالجبهة الشمالية، ومؤكدة أن وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي يعمل مع الأميركيين كذلك على مفاوضات التسوية في لبنان.
وبحسب صحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية، فقد أبدت روسيا استعدادها للمساعدة في تنفيذ الاتفاق، ومن المفترض أن تلعب دورا في استقرار الوضع في لبنان وسوريا.
وفور نشر الخبر، سارعت مصادر سياسية إسرائيلية، إلى تأكديها أن واشنطن هي الحليف الاستراتيجي لها. وهذا جزء من المشكلة في المفاوضات، أن أميركا هي الطرف الوحيد فيها، وليست محايدة، فكيف يمكن التواصل لاتفاق والراعي لها حليف لإسرائيل؟.
تسعى روسيا لزيادة وتعزيز حضورها في الشرق الاوسط، والذي شكلت الحرب على سوريا مفصلا أساسيا مع تواجد قواتها العسكرية على ساحل الشرقي للمتوسط. وتنسج موسكو علاقات مع مختلف القوى السياسية اللبنانية، ومن بينها حزب الله.
في لبنان الدور الأميركي واسع في المؤسسات الرسمية، وبتحالف مع احزاب سياسية، والاهم أنه حليف الاحتلال الإسرائيلي، وصاحب اكبر سفارة أميركية في المنطقة والتي يصفها مراقبون بأنها “قاعدة عسكرية وسياسية” متقدمة نظرا للمساحة الكبيرة التي تشغلها في منطقة عوكر شمالي بيروت. فتوسيع الدور الروسي يشكل احتكاكا مباشرا مع واشنطن.
التسريب الاعلامي عن دور روسي في التسوية، يطرح عدة تساؤلات، فتحت أي مظلة سيكون التنسيق، اليونيفيل أو قوة دولية مختلفة؟ هل يقبل الأميركي تقاسم المهمة مع الروسي، وخصوصا مع وصول دونالد ترامب إلى الرئاسة؟ وإلى مدى ستنعكس تطورات الحرب الأوكرانية، بين التصعيد أو التهدئة، على باقي ملفات المواجهة الروسية – الأميركية؟، مع التذكير، أن شرق سوريا تحتلها القوات الأميركية وفي غربها تتواجد قاعدة حميميم العسكرية الروسية بالتنسيق مع الحكومة السورية.
ومع إمكانية الدور الروسي، فما هو مسار التعاون مع حزب الله وإيران، وهم الذين التقوا على الأرض السورية خلال العقد الماضي. مع العلم أن موسكو تستعد لتوقيع اتفاقية شراكة استراتيجية مع طهران.