وسام عبد الله
خلال فترة رئاسة دونالد ترامب الأولى، شهدت العلاقات بين السعودية وأمريكا تطورا كبيرا، تركز بشكل خاص على التعاون الاقتصادي والعسكري، فكانت الاستثمارات السعودية في الاقتصاد الأمريكي جزءاً من استراتيجية المملكة لتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط، في إطار رؤية 2030.
ومع ذلك، تبقى بعض القضايا المعقدة مثل الاتفاقية الدفاعية والبرنامج النووي السلمي، التي تتطلب توازنا دقيقا في المفاوضات بين البلدين، والقضية الاهم هي الطلب السعودي بالسير بحل الدولتين مقابل التطبيع مع “إسرائيل”.
قامت السعودية باستثمارات ضخمة في الاقتصاد الأمريكي، بلغ إجماليها 460 مليار دولار، تشمل 110 مليارات دولار لأغراض عسكرية ودفاعية. إلا أن الجانب العسكري لم يتحقق منه سوى جزء صغير.
وتسعى المملكة لتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط، بما يتماشى مع رؤية 2030. من خلال هذه الاستثمارات، تهدف المملكة إلى تعزيز علاقاتها الاقتصادية مع الولايات المتحدة في مجالات متعددة، مثل الطاقة النظيفة والذكاء الاصطناعي.
في المستقبل، تتطلع الرياض إلى شراكة قوية مع واشنطن في مجالات الأمن، والطاقة المتجددة، والطاقة النووية السلمية، حيث تملك موارد كبيرة من اليورانيوم والمعادن. وتهدف إلى توقيع اتفاقية دفاعية مع الولايات المتحدة، إلا أن الإدارة الأمريكية السابقة ربطت هذه الاتفاقية بالتطبيع السعودي مع “إسرائيل”، وهو ما أدى إلى تعقيد المفاوضات بسبب اشتراط السعودية اعتراف “إسرائيل” بحل الدولتين.
أحد المطالب السعودية الأخرى هو الحصول على برنامج نووي سلمي، وهو مطلب ترفضه الولايات المتحدة و”إسرائيل”، حيث تعتبر إسرائيل أن تخصيب السعودية لليورانيوم قد يؤدي إلى انتشار الأسلحة النووية في المنطقة.
مقابل المطالب السعودية، تسعى الولايات المتحدة إلى دفع المملكة نحو التطبيع الكامل مع “إسرائيل”، بالإضافة إلى تقليص النفوذ الروسي والصيني في المنطقة، خاصة في الرياض التي عززت علاقاتها مع موسكو وبكين في السنوات الأخيرة، وتحديدا في مجال الطاقة. التنافس مع القوى الكبرى الأخرى مثل الصين وروسيا يضع العلاقات السعودية الأمريكية في إطار أوسع من التحديات. كيف أن تزايد النفوذ الصيني في المنطقة، خاصة في مجالات الطاقة والبنية التحتية، قد يفرض على الرياض تحقيق توازن دقيق بين تحالفاتها الغربية وتعاونها المتزايد مع الشرق.
العلاقات بين السعودية وأمريكا تشهد تبادل مصالح في مختلف المجالات، وهي تتضمن تحديات سياسية واقتصادية معقدة في سبيل تعزيز التعاون الاستراتيجي بين البلدين