وسام عبد الله
دخل السودان منذ أكثر من عام، بأزمة إنسانية وسياسية، جراء اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والتي أدت إلى موجات نزوح كبيرة وتدمير البنية التحتية وتزايد خطر انتشار المجاعة بين السكان.
وبحسب تقديرات منظمات الأمم المتحدة العاملة في السودان، فهناك حوالي 18 مليون شخص يعانون من الجوع الحاد، منهم 3،6 مليون طفل يعانون من سوء التغذية، و 1،2 مليون امرأة حامل ومرضعة. وذلك جراء صعوبة إيصال المساعدات والتنقل وتأمين التمويل اللازم، وتحديداً في ولايات الخرطوم والجزيرة ودارفور الكبرى وكردفان الكبر. وتوضح التقديرات الأممية بأن نحو 25 مليون شخص، من أصل 42 مليون شخص من عدد سكان السودان، يحتاجون إلى المساعدة.
وبلغ عدد القتلى المدنيين أكثر من 30 ألفا، وسجل حركة نزوح بنحو 13 مليونا، وهي أكبر موجة نزوح في العالم.
واندلعت الحرب في 15 نيسان 2023، بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، حيث شملت المعارك حوالي 70 بالمئة من مساحة السودان.
أسباب عديدة للحرب في السودان، والتي يقسمها المتابعون بين داخلية وخارجية، والتي أدت لانزلاق البلاد لمصير مسدود الأفق.
فمن يعتبر أن الحرب نتيجة الصراع على السلطة، إثر الانقلاب العسكري الذي قاده البرهان، على حكومة عبد الله حمدوك، ليبدأ التنافس بين البرهان من جهة، ودقلو الملقب باسم “حميداتي”، من جهة ثانية. هذا التنافس، يعكس صراعاً إقليمياً للسيطرة على السودان. فأشارات تقارير إعلامية أن قوات الدعم السريع تتلقى الدعم من دولة الامارات، فيما وجه “الدعم السريع” اتهاماً لمصر بدعم الجيش السوداني بالأسلحة والعتاد.
عُرف السودان، “بسلة الغذاء” العربي، للمساحات الشاسعة والتنوع بالمحاصيل الزراعية، ولموقعه الجغرافي أعطاه دوراً مهماً، فمن الشرق يطل على البحر الأحمر وأهميتها بالتجارة البحرية العالمية، ومن الجنوب يمر أكبر الانهار في العالم نهر النيل والصراع مع أثيوبيا على تدفقه، وهو بالقرب من مصر وليبيا ودول افريقية. وعلى صعيد الثروات، فهو يضم أهم مناجم ذهب في القارة.
مبادرات عديدة أطلقت لوقف الحرب في السودان، ومنها المبادرة السعودية – الأميركية، ومبادرة الاتحاد الأفريقي، ومبادرة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، ومبادرة جامعة الدول العربية. لكن جميعها لم تستطع إحداث خرق في الصراع العسكري.