وسام عبد الله
تخطت نتائج الحرب الإسرائيلية حدود قطاع غزة، فنتائجها المباشرة تتعلق بالإبادة الجماعية التي يتعرض لها سكانه، لكن تأثيره وصل مداها لمختلف دول العالم في قرارتها الداخلية والخارجية، ومنها دخولها كلاعب في الانتخابات البرلمانية والرئاسية.
في المناظرة الرئاسية الأميركية، وصف دونالد ترامب الرئيس جو بايدن، بانه “فلسطيني سيء”، وهي دليل على الأثر الكبير الذي ترتكته القضية الفلسطينية والحرب على غزة في السباق الانتخابي. فالانتقادات الموجهة للإدارة الأميركية الحالية، بين الذي وصفها بأنها منحازة بشكل كامل للإحتلال، ومن اعتبرها لا تمنح “إسرائيل” الدعم الكامل، تؤثر على صوت الناخبين بين مؤيد ومعارض لسياسة بايدن. وهو ما يسعى من خلاله الحزب الجمهوري أن يستفيد منه من خلال إطلاق شعارات تحاول جذب أصوات الناخبين، وخاصة بإظهار دعمهم المطلق والدائم للكيان الإسرائيلي.
أما في بريطانيا، فقد أشارت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، أن حزب العمال البريطاني “خسر مقاعد في البرلمان بسبب موقفه من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة”. وأوضحت الصحيفة أن حزب العمال خسر أربعة مقاعد أمام مرشحين مستقلين مؤيدين للشعب الفلسطيني، وذلك في المناطق ذات الأغلبية السكانية المسلمة، ومنها ليستر ساوث، وويست يوركشاير، وبلاكبيرن. وسجل المستقلون حصولهم على 8 مقاعد في الانتخابات العامة البريطانية، وهو يعتبر بحسب تعبير الصحيفة “رقماً قياسياً” في عدد المقاعد التي حصلوا عليها منذ الحرب العالمية الثانية.
وفي الانتخابات الفرنسية، التي أظهرت تقدما لليمين الفرنسي، فقد أطلق هذا التيار عدة مواقف مؤيدة للإحتلال منذ بدء الحرب على غزة، ورفضهم الاعتراف بدولة فلسطينية في الوقت الحالي.
انعكاسات العدوان الإسرائيلي وصلت تداعياته إلى البرلمان الأسترالي، مع تعليق عضوية النائبة فاطمة بايمان مؤقتا في مجلس الشيوخ، بسبب معارضتها لسياسة حزب العمال الاسترالي الذي تنتمي إليه، في مواقفه من الحرب.
وسابقا، كان لحزب العدالة والتنمية التركية نصيبٌ من تراجع شعبيته في الانتخابات المحلية، حين أقرّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن أحد أسباب الخاسر هو سياسة حكومته، قائلا “سنقوم بتقييم أدائنا تجاه أزمة غزة والذي لم ننجح للأسف أن نقنع به أطيافا عدة”. وقال رئيس حزب “الرفاه الجديد” المعارض، فاتح أربكان، أن “نتيجة الانتخابات المحلية حددتها ردود الفعل على مواقف أولئك الذين يواصلون بشكل صارخ التجارة مع إسرائيل والقتلة الصهاينة”.