وسام عبد الله
تتصدر نشرات الاخبار عناوين الخلاف بين الإدارة الاميركي وحكومة الاحتلال، وما يصدر من تصريحات وتحليلات حول مزاعم الضغط الاميركي على اسرائيل لإيقاف عداونها على غزة، ولكن الواقع العسكري يعطي انبطاعا معاكسا، فصفقات شراء الاسلحة والجسر الجوي لإمداد الجيش الاسرائيلي لم يتوقف منذ 7 تشرين الاول الماضي.
فقد كشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية أن الولايات المتحدة أبرمت أكثر من 100 صفقة بيع أسلحة لإسرائيل منذ بدء العدوان على غزة، ولم تعلن منها سوى عن صفقتين فقط، الأولى ذخيرة دبابات بقيمة 106 ملايين دولار، والثانية لمكونات لازمة لصنع قذائف عيار 155 ملم بقيمة 147.5 مليون دولار.
كما قررت وزارة الدفاع الإسرائيلية، إصدار أكبر مناقصة تجريها على الإطلاق لشراء أسلحة من شركات الصناعات الدفاعية الإسرائيلية، عبر قرارها بشراء عشرات الآلاف من الأسلحة الشخصية لجنودها.
وبعد عمليات “طوفان الاقصى ” وما رافقها من ارتفاع الخطاب التحريضي من قبل المسؤولين الاسرائيليين ضد الفلسطينيين، سجل ازدياد بشراء الاسلحة الفردية من قبل المستوطنين. فقد أفادت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية بأن أكثر من ربع مليون إسرائيلي تقدموا بطلبات للحصول على تراخيص لحمل السلاح. كما أصدرت حكومة الاحتلال 13 ألف ترخيص لحمل الأسلحة النارية في عام 2022 بأكمله، كما أصدرت 23 ألف ترخيص لعام 2023.
وتعتبر الصناعة العسكرية الاسرائيلية من أهم الركائز في اقتصادها وتجارتها الخارجية، فقد سجل عام 2022، صفقات بلغ قيمتها أكثر من 100 مليون دولار. فيما بلغ حجم الصادرات العسكرية للدول العربية، التي وقعت “اتفاقيات أبراهام”، نحو 3 مليارات دولار، من أصل قرابة 12 مليار دولار.
وأكثر الصادرات الاسرائيلية تكون عبر الطائرات بدون طيار، والصواريخ، والقذائف، وأنظمة الدفاع الجوي وأنظمة الرادار، وأنظمة الحرب الإلكترونية. فالعام الماضي وقعت ألمانيا واسرائيل اتفاقية اشترت برلين بموجبها منظومة “سهم 3” الإسرائيلية المضادة للصواريخ الباليستية، بقيمة 3.5 مليارات دولار، وصفتها وزارة الدفاع الاسرائيلية أنها أكبر صفقة أمنية في تاريخها.
وعلى الرغم من القوة العسكرية وصفقات شراء الاسلحة، إلا أن عمليات المقاومة من جنوب لبنان وغزة كشفت نقاط ضعف في الجيش الاسرائيلي، على مستوى الافراد والعتاد وأنظمة الدفاع والاستخبارات، عبر فشلها في معرفة موعد العملية وتصديها لها، وقدرتها على التصدي ومعرفة نوعية الصواريخ المنطلقة من حزب الله باتجاه المواقع الاسرائيلية في شمال فلسطين المحتلة.