وسام عبد الله
لم تعد الأولوية لدى حكومة الاحتلال، إعادة الأسرى الإسرائيليين، إنما تحول تركيز المفاوضات على بقاء القوات الإسرائيلية في محاور محددة بقطاع غزة.
ونشرت القناة 12 الإسرائيلية تسجيلا لاجتماع جمع بنيامين نتنياهو مع عائلات من الأسرى، يمكن منه سماع ابنة أحدهم وهي تقول له “يمكن تذكّرك في المستقبل، باعتبارك الشخص الذي قاد البلد إلى مكان أفضل، أو باعتبارك الشخص الذي أحدث الفوضى هنا. أنت رئيس الحكومة، وأنت مسؤول عن المخطوفين، وليس حركة حماس ولا أيّ شخص آخر، ومن المفترض أن تتوصل إلى اتفاق يعيد كل المخطوفين”.
وردّ نتنياهو “ما الذي تقترحين أن أفعله؟”، فقالت “أقترح أن توقّع صفقة تعيد المخطوفين إلى ديارهم. هناك صفقة مطروحة على الطاولة!” فردّ عليها رئيس الحكومة “أيّ صفقة؟ كل مَن قال لك إنه كان هناك اتفاق لوقف إطلاق النار في مقابل المخطوفين مطروحاً على الطاولة، وأننا لم نوافق عليه لهذا السبب أو ذاك، لأسباب شخصية، فهذه مجرد كذبة”.
فيما قالت إحدى الأسيرات التي تم إطلاقها “إنهم (الأسرى) يموتون، وكل يوم أنت تقتل شخصاً آخر”. فقاطعها نتنياهو قائلاً “أحاول التوصل إلى اتفاق من شأنه أن يزيد في عدد المخطوفين المفرَج عنهم”.
وقد حمّل الكاتب يائير أسولين في صحيفة “هآرتس”، تراجع احتمال الإفراج عن الأسرى لأسباب عديدة تتعلق معظمها بضعف الحكومة و”المجتمع الإسرائيلي”.
وقال أسولين “يكفي أن نرى الأعداد القليلة التي تصل إلى ميدان المخطوفين، عشية أيام السبت، لنفهم إلى أيّ درجة وصل المجتمع الإسرائيلي إلى وضع محرج، وإلى أيّ مدى فشل في ظل غياب تضامُن أساسي مع الألم الذي تعانيه عائلات الأسرى”.
مضيفا “كل ما يقال شعارات، كل شيء سطحي، ويتم تجنيده مباشرة للمصلحة السياسية، أو الهوياتية. حتى الموقف من قضية المخطوفين بات مثل أيّ شيء آخر في النقاش الإسرائيلي، لقد تحول إلى عملة تتم المتاجرة بها “.
وتابع “إنهم يدفعون أيضاً ثمن الإعلام السطحي الذي لم ينجح في قيادتنا إلى حوار يتعدى الشعارات الفارغة والمتحيزة”.
واعتبر الكاتب الإسرائيلي أن الأسرى “يدفعون أيضاً ثمن الهشاشة النفسية والثقافية في المجتمع الإسرائيلي، وهو يقف أمام السؤال الكبير عن الصفقة وثمنها. هذا صحيح بشكل عام بخصوص الحرب، لكنه صحيح ومُلح عشرات المرات في قضية المخطوفين، من نحن، وإلى أين نريد أن نذهب”.
من جانبه وصف العسكري السابق يسرائيل زيف، في القناة 12، أن الصفقة “ماتت قبل أن تولد.. لأن رئيس الحكومة غير معنيّ بها. لديه رغبة في كسب الوقت”.
قائلا “القتلى الإسرائيليون الستة الذين تم استخراج جثثهم من خان يونس ودفنهم في البلد، يمثلون الأيام الحزينة جداً لإسرائيل. وهم جزء من عائلات فشلت دولة إسرائيل في الدفاع عنه”.
متابعا “تشير الأخبار الصباحية إلى إطلاق قذائف على الجليل. عشرات البلدات باتت كالأوز في ساحة إطلاق النار التابعة لحزب الله. وخلال الأيام الماضية، أُضيفت “كتسرين” إلى القائمة. عدنا إلى غور الأردن، إلى ما كان عليه قبل حرب الأيام الستة، ولا يزال وضع الحرب في الشمال يتيماً. لا عنوان، ولا حكومة. لا أحد يحمل علم الخزي، وفضيحة ترك الجليل لا تزعج الائتلاف اليهودي”.
وتوجه منتقدا لسياسة نتنياهو “الشك المتصاعد في فوز ترامب يفرض صعوبات على الخطة القديمة، ويستوجب إعادة البناء والتحضير لإمكان فوز هاريس في البيت الأبيض. لقد تحوّل كسب الوقت، حتى تتضح الأمور مرة واحدة، إلى عبء. الآن، يحاول نتنياهو ترتيب جدول مواعيد مريح للتنصل من المسؤولية عن الكارثة”.