وسام عبد الله
أكثر من 700 ألف فلسطيني دخلوا في مرحلة المجاعة بشمال قطاع غزة، وسط تعتيم إعلامي على الكارثة الإنسانية التي تحصد أرواح آلاف البشر، نتيجة الإبادة الجماعية التي ينفذها الإحتلال الاسرائيلي منذ تشرين الأول 2023.
وانتشرت صور على مواقع التواصل الإجتماعي من قبل صحفيين ونشطاء من غزة، توضح حجم المعاناة التي يعيشها سكان القطاع عامة والشمال خاصة.
فجراء سوء النغذية، ظهرت صورٌ لأطفال وهم يتحولون إلى هياكل عظمية، ويعانون من الجفاف، مع غياب القدرة الاستشفائية لمعالجة الرُضّع وتأمين الرعاية الصحية لهم، والوصول إلى المياه النظيفة والطعام المغذي، حيث أطبق الاحتلال حصاره لمنع وصول المساعدات الإغاثية، ليسجل استشهاد أكثر من ثلاثين طفلاً بسبب الجوع والمرض في شمال القطاع.
وقالت المتحدثة باسم برنامج الغذاء العالمي في الشرق الأوسط، عبير عطيفة، إن الأمن الغذائي في قطاع غزة “يدنو لدرجات خطيرة، وإن المجاعة بدأت تضرب أطنابها في شمال القطاع من جديد”.
وشددّت المتحدثة الأممية، على ضرورة وقف الأعمال القتالية وإنهاء الحرب وفتح المعابر في غزة، لضمان وصول المساعدات الإنسانية، مضيفة أنه “لا يمكن تحقيق أي بديل عن الممرات البرية في توصيل المساعدات”، في إشارة لعدم جدوى إلقاء المساعدات عبر عمليات الإنزال الجوي.
وأشار بيان صادر عن برنامج الأغذية العالمي أن سكان غزة “استنفدوا جميع مواردهم، وانهارت سُبل عيشهم، ودُمّرت المخابز، وأصبحت المتاجر فارغة، ولا تستطيع الأُسر العثور على الطعام”.
وحول أوضاع سكان غزة قال البيان “إنهم غالباً ما يُمضون أياماً كاملة دون تناول الطعام، وأن كثيراً من البالغين يعانون الجوع حتى يتمكن أطفالهم من تناول الطعام”.
ويتحكم الإحتلال بحجم ونوعية المساعدات التي تدخل إلى شمال غزة، فخلال الأيام الماضية منعت قوات الإحتلال من دخول المساعدات الغذائية، وسمحت فقط بمرور مادة الطحين. ونتيجة نقص المواد أو دخولها بكمية قليلة، فكان السكان يصطفون بطوابير طويلة وسط الحرّ الشديد حاملين أوعية صغيرة، لتأمين بعض الغذاء المقدم من قبل الجمعيات والمنظمات التي تتمكن من الدخول إلى مناطقهم.
وبحسب البيانات الرسمية الفلسطينية، فاستشهد أكثر من 37 ألف شخص، وأصيب أكثر من 84 ألفا، إلى جانب نزوح نحو 1.7 مليون شخص من سكان القطاع. كما دمرت قوات الاحتلال المخازن والمستودعات الرئيسية المخصصة للإغاثة وتحديدا التابعة لمنظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا).