وسام عبد الله
تأسست منظمة حلف شمال الأطلسي ( الناتو ) عام 1949، عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية، وهو عبارة عن إتفاقية سياسية عسكرية، هدفها التعاون الامني فيما بينها، فأيّ “هجوم مسلح ضد أي عضو أو أكثر في الحلف سواء في أوروبا أو أمريكا الشمالية، يعد هجوما ضد جميع أعضاء الحلف “، بحسب ما جاء في ميثاق التأسيس.
والدول المؤسسة للحلف هي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وبلجيكا وكندا وإيطاليا والدنمارك وأيسلندا ولوكسمبورغ وهولندا والنرويج والبرتغال، وكان هدفها الأساسي حينها هو مواجهة أي تمدد محتمل من قبل الاتحاد السوفيتي في القارة الأوروبية. وعلى مدى العقود الماضية، تتالت الدول الاوروبية التي انضمت إلى الحلف ليصل عددها حاليا إلى 32 دولة، وينفق أعضاء الناتو 2% من ناتجهم المحلي الإجمالي لتمويل المنظمة.
وتنتشر وحدات قتالية لحلف الناتو في وسط وشرق اوروبا، بما يمثل خط مباشر مع المدى الروسي، حيث تتمركز مجموعات قتالية في استونيا ولاتفيا وليتوانيا، كما يتواجد الدرع الصاروخي الاميركي في رومانيا وبولندا. ويبلغ عدد جنود التحالف مجتمعة حوالي 3,5 مليون جندي.
مراحل متعددة مرّ بها حلف شمال الاطلسي، فكان “العدو” الاول بالنسبة هو المدّ الشيوعي المتمثل بالاتحاد السوفيتي ( 1949 – 1991 )، ثم كان مواجهة الارهاب بعد هجمات 11 أيلول 2001، وآخرها المواجهة مع روسيا مع اندلاع حربها مع أوكرانيا عام 2022، والتي تعتبرها موسكو أن أحد أسبابها الاساسية هو سياسية الحلف، فقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إن “الناتو تم تخطيطه وتشكيله وإنشائه وإدارته من قبل الولايات المتحدة كأداة للمواجهة “. وتعتبر الصين، لبعض أعضاء دول الحلف، تهديدا لها لا يختلف عن المواجهة مع روسيا.
وتخشى دول التحالف من عودة دونالد ترامب إلى الرئاسة الاميركية، حيث يهدد بشكل مستمر، منذ كان رئيسا، بإمكانية الانسحاب من الحلف كون واشنطن تتكلف الأعباء المالية الأكبر في تمويل المنظمة، ويجب على باقي الأعضاء زيادة مساهمتهم الدفاعية، بحسب رأيه. فيما يصف الرئيس الاميركي جو بايدن، التحلف، أنه ” علينا أن نتذكر بأن الالتزام المقدّس الذي نقدّمه لحلفائنا بالدفاع عن كل شبر من أراضي الناتو يمنحنا نحن أيضاً الأمان “.