وسام عبد الله
الخروج لتأمين مياه الشرب والطعام، تعتبر مخاطرة في غزة، تلاحقك المسيّرة لترصد تحركك، ثم تستهدفك مع عائلتك لأنك تجرأت على طلب الحياة، ذنبك أنك تعيش تحت آلة قتل عسكرية مجنونة، ودول أعطت الضوء الأخضر ليفتك الوحش بالناس كما يشاء.
لم يعد الخبر عن الإبادة الجماعية في غزة يتصدر نشرات الأخبار، تراجع نتيجة الأحداث المتسارعة في المنطقة، كأن مشهد التهجير والقتل والجوع أصبح مشهدا عاديا، فيما حياة الفلسطينيين خارج المنطق الإنساني، يوميات من القلق والرعب والأفق المعدوم، وصوت الآليات العسكرية تقترب من مراكز النزوح، ونسف المباني، ومناشدة العائلات طلبا لمساعدتهم.
في صمت عربي ودولي، يمارس الاحتلال كافة أساليب التعذيب، من استخدام القصف بالقنابل المحرمة دوليا، والاستهداف العشوائي براً وبحراً وجواً، وتفكيك العائلات في النزوح عن بيوتها، أو تهجير قسم منهم وبقاء الآخر.
في الخامس من تشرين الأول الماضي، اجتاح جيش الإحتلال شمال قطاع غزة بذريعة “منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة”، إنما الهدف الحقيقي، هو خلق منطقة عازلة بعد تهجيرهم وقتلهم وإجبارهم على النزوح، تحت حصار وخوف وجوع، وانقطاع كامل للغذاء والأدوية، وفقدان كل مقومات الحياة وتدمير البنية التحتية، في منازل غير صالحة للسكن، ومراكز أيواء مهددة بالقصف والإخلاء بشكل دوري، ومنهم حوالي 545 ألف شخص يعيشون في مبانٍ متضررة وملاجئ مؤقتة. فيما المساعدات المطلوبة هي تأمين دخول آلاف المجموعات من القماش المشمع والعزل لإصلاح أماكن المعيشة إلى القطاع.
الكارثة، الكلمة التي يجمع عليها سكان القطاع والعاملين في المجال المدني، حيث هناك 60 ألف مواطن في شمال القطاع عرضة للموت، دون القدرة على تقديم الخدمات الطبية والإسعافية.
وأوضح برنامج الأغذية العالمي بأنه مع تفاقم أزمة الجوع في جميع أنحاء غزة، فإن أسعار المواد الغذائية الأساسية ارتفعت بنسبة تزيد عن 1000 في المائة مقارنة بمستويات ما قبل الأعمال العدائية، إن سمح الاحتلال بدخولها.
خلال 60 يوما، استشهد أكثر من 3700 فلسطيني، وحوالي 10 آلاف جريح واعتقال 1750، فيما أشارت حصيلة العدوان إلى 44,502 شهيد و105,454 إصابة منذ السابع من اكتوبر من العام الماضي، وقد أدت العمليات العسكرية شمالا إلى نزوح 130 ألف شخص.