مضت أيام على فرحة واحتفال اليمين اللبناني بفوز اليمين الفرنسي وكأن جبل لبنان يقع بجوار الشانزيليزيه، اهتمام بدا أكبر من اهتمامهم بالواقع اللبناني الداخلي…
على هذا المنوال يصف مصدر بارز المشهد بأنه يفسر مدى الانقسام العميق في البلد، فجنوب لبنان القريب من العين، أبعد من باريس البعيدة عن القلب والعين!
إلا أن هذا المصدر نفسه يسأل عن انتماءات اليمين المتعولم البعيدة تماما عن منطق المصلحة الوطنية، فإذا عدنا لأربع سنوات مضت وبعد انفجار مرفأ بيروت تحديداً نتذكر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون آتياً إلى بيروت بمشهد استعراضي يذكر بمشاهد قدوم المندوبين السامين إلى البلاد التي تقع تحت استعمارهم لتأنيب حكامها، وقصر الصنوبر شاهدٌ على ذلك! على المقلب الآخر يستذكر المصدر مشهد بعض المواطنين اللبنانيين اللاهثين خلف ماكرون وكأنه المخلص الذي أتى لإنقاذ شعب وبلد بأمهم وأبيهم متناسين أهداف الدولة الفرنسية الاستعمارية التي لا تزال حتى اليوم تعيش على سرقة ثروات افريقيا وتنير برج ايفيل من موارد افريقيا أيضاً.
يستكمل المصدر نفسه المشهد في فرنسا خصوصا وأوروبا عموما بعد الانتخابات التي حصلت. ففي غضون أيام قليلة أعلن اليمين الفرنسي نصرا في الانتخابات التي خاضها، ليتم بعدها بساعات احتفالات لليمين اللبناني في مشهد يوحي بأن لبنان قد انتصر على أعدائه أخيراً! إلى أن أتى الخبر الصاعق بعد أيام كلكمة يسارية قاضية الى ذاك اليمين.
يختم المصدر: على كل حال، إن كان يميناً أو يساراً النتيجة تقريباً واحدة، لا احتفال هنا ولا احتفال هناك سيغير الواقع اللبناني، في الواقع، لبنان بلا كهرباء، ممنوع من استخراج ثرواته ومُحارب من الخارج في حال العصيان! ليُذكر بأن الرهان الوحيد هو على لُحمتنا كلبنانيين وعملنا يداً واحدةً من أجل أي مصلحة وطنية قبل كل شيء.