وسام عبد الله
خلال المواجهة التي جمعت الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب، استطاع الأخير أن يكسب نقاطا على مستوى استطلاعات الرأي، ليس بسبب قوة إقناعه وإنما لتعلثم بايدن وظهوره بموقف الضعيف.
هذا التباين بينهما، دفع الإحتلال الإسرائيلي لوضع تكهنات توحي بأن ترامب هو الأوفر حظاً حالياً للوصول إلى البيت الابيض خلال الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة، وعلى أساسها ستنعكس وتتغير سياسة الإدارة الاميركية الجديدة في طريقة تعاطيها مع الإحتلال. وتبديل الاسلوب في العلاقة هو الاختلاف بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، أما الجوهر واحد بنسج علاقة متماسكة مع الكيان الاسرائيلي.
يعوّل رئيس حكومة الإحتلال بنيامين نتنياهو على وصول ترامب للرئاسة، حتى يتمكن من الحصول على أكبر قدر من الدعم، فما تلقاه من إدارة بايدن بالنسبة له لا يكفي، وأنها تضع شروطاً عليه وتتأخر بإرسال شحنات أسلحة. خاصة أن في عهد ترامب، تم توقيع إتفاقيات تطبيع مع دول عربية، واغتيل قائد الحرس الثوري الايراني
قاسم سليماني، ونقلت السفارة الأميركية إلى القدس. لكن الأمر قد لا يكون بهذه البساطة بالنسبة لترامب، وهو الذي وجه انتقادات عديدة لنتنياهو سابقا، كما اعتبر أن تعرض (نتنياهو) لانتقادات محقة لفشله في وقف عملية طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول الماضي، معتبرا أن هناك “بعض الأشخاص الجيدين جدا يمكنهم تولي منصب نتنياهو”. قد يكون الشخص الأكثر انتظارا بالنسبة للإسرائيلي ليس ترامب، وإنما جاريد كوشنير، صهره ومستشاره والداعم الأكبر للإحتلال، والذي لعب دورا في اتخاذ الإدارة الأميركية السابقة قرارات دعم غير محدود لحماية أمن إسرائيل.
لكن الحذر الإسرائيلي كون ترامب متقلب في رأيه يعتمد على منطق التاجر أكثر من السياسي، فهو لن يقف ضد إسرائيل حكماً، إنما في سياسته الخارجية، فحسب المحلل السياسي الإسرائيلي زلمان شوفال في صحيفة “معاريف” الاسرائيلية،
فإن الإدارة السابقة “عملت على تضييق الخناق على الاقتصاد الإيراني، وسد معظم قنوات تنفُّسه، التجارية والمالية، وهي سياسة تهدف إلى إحداث انهيار شامل في الاقتصاد الإيراني، لكن هذه الإدارة خسرت الانتخابات، وهذا ما وضع حداً للإجراءات المذكورة. فهل ستتجدد هذه الإجراءات، إذا ما عاد ترامب إلى البيت الأبيض؟”.
ومن جانبه قال الكاتب رون بن يشاي في الصحيفة نفسها، “علينا أن نتذكر أن بايدن هو صديق حقيقي لإسرائيل، وهو صهيوني تقريباً، بينما ترامب صديق مشروط، ورجل غير متوازن، ومواقفه غير متوقعة”.
والاستحقاق المقبل بكلمة نتنياهو أمام الكونغرس الأميركي، والتي لا تتعلق فقط بالحرب على قطاع غزة، وإنما قد يذهب رئيس حكومة الإحتلال بدعم الرئيس ترامب عبر توجيه انتقادات للإدارة بايدن. والتي قد يدفع ثمنها لاحقا بحال إعادة انتخاب بايدن أو أحد المرشحين الديمقراطيين.