وسام عبد الله
كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن أن الرئيس الأمريكي جو بايدن أعلن أنه سيسمح لكييف باستخدام صواريخ بعيدة المدى من طراز ATACMS لضرب العمق الروسي، كما كشفت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية أن فرنسا وبريطانيا سمحتا لأوكرانيا باستخدام صواريخ “SCALP EG/ Storm Shadow” الجوالة جو-أرض بمداها الأقصى داخل الأراضي الروسية.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أكد سابقا، بأنه في حال حصلت أوكرانيا على أسلحة غربية بعيدة المدى واستخدمتها داخل الأراضي الروسية فإن بلاده ستدرس إمكانية استخدام الأسلحة النووية.
هذه الخطوات الغربيه اتجاه روسيا تطرح تساؤلات عن سبب إعلان منح الإذن لكييف، تحديدا من قبل بايدن، في هذا التوقيت مع نهاية ولايته، على الرغم أن أوكرانيا كانت طالبت باستخدام هذه الأسلحة سابقا ولم تمنح الموافقة.
تشير التقديرات العسكرية الأميركية، أن الصواريخ التي سمح باستخدامها لن تبدل من مسار الحرب بشكل عام، كون كييف لن تحصل على ما يكفي من إمدادات يمكنها من تغيير المعطيات الميدانية بشكل جذري. لكن من شأن هذه الأسلحة التي يبلغ مداها الأقصى عدة مئات من الكيلومترات أن تستهدف مواقع لوجستية ومطارات للجيش الروسي.
على الصعيد السياسي، وضع القرار ضمن إطار الرد على الأنباء الواردة، بأن كوريا الشمالية نشرت جنودا لها بالتعاون مع روسيا لمواجهة أوكرانيا. فاعتبرت واشنطن أن قرارها هو رد على التصعيد الروسي كما وصفته.
أما على الصعيد الداخلي الأميركي، فالخطوة جاءت في لحظة تسلم دونالد ترامب ملفات الرئاسة، مما يضعه أمام تحدي جديد، في حال أقدمت كييف على ضرب عمق الأراضي الروسية، وردت موسكو برفع وتيرة التسليح والقصف، ليدخل ترامب وفريقه البيت الابيض والحرب اتخذت منحى مختلف عن السابق، لا يمكنه التراجع عنه أو الانسحاب منه. إضافة لمنح كييف “الثقة” بأن واشنطن لن توقف دعمها، بعد التخوف أوروبيا من تراجعه، بعد فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية.
وقال بوتين في أيلول الماضي إن الغرب سيكون في مواجهة مباشرة مع روسيا إذا سمح لأوكرانيا بضرب الأراضي الروسية بصواريخ بعيدة المدى غربية الصنع.
وحذر فلاديمير جباروف النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الدولية بأن رد موسكو سيكون فوريا، قائلا “هذه خطوة كبيرة جدا نحو بداية الحرب العالمية الثالثة”.