وسام عبد الله
في ظل تصاعد التوتر بالمنطقة مع استمرار العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، وما أنتجه من تداعيات أمنية واقتصادية على مستوى الاقليم، تأتي المناورات العسكرية الروسية الصينية الايرانية المشتركة، ضمن سياق المواجهة مع الولايات المتحدة الاميركية وحلفائها، وسعيا لتقويض نفوذها بشكل مباشر.
فقد بدأت الدول الثلاث مناورة “الحزام الأمني البحري المركب 2024″، في خليج عمان وبحر العرب، وأوضحت القوات المشاركة في المناورات العسكرية، أن هدفها، العمل على سلامة الأنشطة الاقتصادية والأمن البحري المشترك، وترسيخ الأمن ومرتكزاته في المنطقة وتوسيع التعاون المتعدّد الأطراف بين البلدان المشاركة، وبناء مجتمع بحري ذي مستقبل مشترك ومكافحة القرصنة البحرية والإرهاب البحري وتبادل الخبرات العملانية والتكتيكية. وتشارك في المناورات سفن وبوارج حربية وطائرات ومدمرّات مزودة بصواريخ موجهة وسفن إمداد. وهي المناورة الرابعة منذ 2019 بين الدول الثلاث.
وخلال السنوات السابقة نفذت روسيا والصين وإيران، مناورات ثنائية في مناطق مختلفة، فسنة 2019 أطلقت إيران وروسيا مناورات بحرية مشتركة في بحر قزوين، تشمل مناورات للإنقاذ ومواجهة القرصنة. وفي عام 2023 أجرت كل من البحرية الروسية والصينية مناورات على عمليات الإنقاذ والتصدي لضربات جوية وعلى التزود بالوقود ونقل البضائع في المحيط الهادي.
يأتي “الحزام البحري” هذا العام، في مشهد عادة فيه التوترات العسكرية لتتصدر الأولويات بعد عملية “طوفان الاقصى” واستمرار جرائم الاحتلال ضد سكان غزة. فقبل أشهر دخلت أميركا على خط المواجهة، من بوابة البحر الأحمر، عبر تنفيذها هجمات على اليمن، بعد عمليات “أنصار الله” ضد السفن المتجهة إلى “إسرائيل” دعما وإسنادا للمقاومة في غزة.
وجغرافية الصراع، بين المضيقين، في الخليج العربي مضيق هرمز الذي يمر عبره خمس تجارة النفط العالمية، وباب المندب في البحر الاحمر الممر الاقتصادي لتجارة البضائع من شرق آسيا نحو اوروبا.
التنسيق الأمني بين الدول الثلاث مستمر، كامتداد للصراع السياسي مع أميركا وحلفائها، فمن الحرب الروسية على أوكرانيا، إلى العقوبات الاميركية على إيران، والمواجهة بين بكين وواشنطن في بحر الصين الجنوبي. أضيف إليها، مشروع “الممر الهندي” الذي يربط بين الهند واوروبا، عبر دول الخليج العربي والاردن و”اسرائيل”، برعاية أميركية، ليكون مواجها لمشروع “الحزام والطريق” الصيني.