وسام عبد الله
شهد المواطن المصري ارتفاعا بالاسعار وانخفاض قيمة الجنية المصري أمام الدولار الاميركي، وانسداد أفق في إمكانية وصول الاموال إلى خزانة الدولة، لكن الأمر تبدل فجأة، حين تدفقت الاموال الغربية والعربية إلى مصر، واتخذ الخطاب الاوروربي والاميركي سياق تأكيد الدعم للاقتصاد المصري، ويأتي هذا التغير على ضوء العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة والموقف المصري منها.
وكانت بداية تدفق السيولة المالية إلى القاهرة، بعد موافقة الحكومة على صفقة استثمارية مع دولة الإمارات لتطوير مدينة رأس الحكمة على ساحل البحر المتوسط، بقيمة 35 مليار دولار.
ورفع صندوق النقد الدولي، من قيمة قرض مصر من ثلاثة مليارات دولار إلى 8 مليارات دولار، والتي كان قد تم الاتفاق عليها في ديسمبر 2022.
وتعهدت مجموعة البنك الدولي بتقديم 6 مليارات دولار منحا وقروضا للحكومة المصرية، على مدى السنوات الثلاث المقبلة، كما أعلن الاتحاد الأوروبي، عن حزمة تمويل لمصر بقيمة 8.1 مليار دولار.
وتتلقى مصر بشكل مستمر مساعدات من دول عربية وأجنبية، فبين عامي 2016 – 2017، تلقت الحكومة المصرية دعما خليجيا يقدر بحوالي مليار دولار، كما تتلقى من ميركا معونة سنوية تقدر بنحو مليار و350 مليون دولار. وقد بلغ الدين الخارجي المصري 165 مليار دولار في عام 2023.فيما أشار البنك المركزي المصري أعباء الدين الخارجي من أقساط وفوائد لعام 2024، بحوالي 29 مليار دولار.
وتأتي حزم المساعدات والقروض بالتوازي مع العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، وما يمثله معبر رفح بين مصر وفلسطين، من نافذة مهمة لعبور المساعدات الانسانية إلى سكان القطاع، والذي شكل عامل تجاذب سياسي بين مصر وأميركا، حيث اعتبرت واشنطن أن القاهرة لا تُقدم على فتحه، بينما أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري أن فتح المعبر رهن الموافقة الاسرائيلية. وقد عمل الجيش المصري على إنشاء سياج شائك بين الحدودين لمنع عبور الفلسطينيين إلى سيناء، وهو ما يريده الاحتلال
من خلال تهجيرهم إلى الضفة المقابلة.
وصدرت تصريحات من مسؤولين دوليين تشير إلى ربط المساعدات بتداعيات الحرب على غزة، حيث قال صندوق النقد الدولي ” نعمل بشكل وثيق مع مصر لضمان عدم تعرضها لأي احتياجات مالية زائدة مرتبطة باللاجئين المحتملين من غزة “، ولفتت مديرة الصندوق كريستالينا جورجيفا في تصريحات سابقة، أن الزيادة المالية على برنامج القروض المقدم لمصر، هو نتيجة الصعوبات الاقتصادية الناجمة عن حرب إسرائيل على غزة.