وسام عبد الله
خلال العام الماضي، طرحت مفاوضات لوقف إطلاق النار في غزة، وفي لبنان كنت تطرح افكار وضغوط لوقف جبهة الاسناد، لكن في الأيام الأخيرة، بدأت تطرح بنود تفاوض على الجبهة اللبنانية بعد اشتداد العدوان الإسرائيلي.
لم يتمكن الاحتلال من فصل الجبهتين، والضغوط تركزت على التباعد بينهما، ودخول عامل المفاوضات على الساحة اللبنانية، والايحاء بأن حزب الله قبل الفصل بينهما، يأتي ضمن مسار الحرب، من الخديعة الاميركية الاسرائيلية المستمرة، كما حصل في غزة، بتسريبات إعلامية، أن الاتفاق منجز ويلزمه أيام، ليتم نسفه بشكل كامل من قبل الاحتلال، عبر استمرار العمليات العسكرية أو إنكاره له.
الاميركي، ما يقوله عكس ما يفعله، فهو لم يضغط على الإسرائيلي لوقف العدوان، إنما هي مجرد تصريحات للرأي العام فقط. وحركة المبعوث الاميركي آموس هوكشتاين، لم تعطِ أي نتيجة، وإنما ازدادت بعد كل زيارة له إلى المنطقة من حدة المعارك. فالادارة الاميركي، لم تقطع جسر الامداد العسكري لإسرائيل، وآخر ما أعلنته، هو حزمة مساعدات عسكرية جديدة بقيمة 8,7 مليار دولار.
بين غزة ولبنان، هناك فارق أساسي في التفاوض هو عامل الأسرى لدى المقاومة، والتي تشكل ورقة مهمة لدى الفلسطينيين في مواجهة الاحتلال. لكن عقلية “التوحش” لدى نتنياهو لا تضع أمامها إلا تحقيق المكاسب الشخصية. فهو يعلن أن هدفه إعادة “سكان” الشمال إلى المستطونات، بينما الرغبة هي ضرب المقاومة واستنزافها وتهجير السكان، فكان من الممكن أن يقبل ببنود المفاوضات الحالية بدل رفضها والخداع. والامر ينسحب أيضا على غزة، فلو أراد إعادة أسراه لقبل بالتفاوض.
في لبنان، التفاوض مبني على القرار الدولي 1701، الذي قد يشكل ركيزة لايجاد المسار السياسي، مع التأكيد أن الاحتلال هو من خالف القرار منذ عام 2006.
الاحتلال يريد البقاء في غزة، والرغبة باجتياح بري للبنان، للغاية نفسها، إنشاء مناطق عازلة لمنع استمرار عمليات المقاومة، إما عبر محور صلاح الدين “فيلادلفيا” في القطاع، أو المنطقة الآمنة في جنوب لبنان، وهو ما لا تقبله به المقاومة على الضفتين.
من الواضح أن المفاوضات لوقف إطلاق النار، مؤقتا أو دائما، ليس في المدى القريب، إلا بحال حدوث تحولات ميدانية، إنما التعنت الاسرائيلي والغطاء الغربي، يدفعانه للاستمرار في القتل والسعي لتقطيع كل طرق الامداد للمقاومة، كما يريد بفرض سلطة في غزة لمنع دخول السلاح، ودفعه الوسطاء لفرض قوات دولية، بصيغة جديدة، جنوبي لبنان، في مواجعة حزب الله.