وسام عبد الله
مع إعلان وقف إطلاق النار في جنوب لبنان، فتحت المعارك شمال غرب سوريا من قبل المجموعات المسلحة، وكأن “كلمة سر” تم تمريرها بالتزامن مع التطورات الميدانية جنوبا، وخطاب نتنياهو قبل أيام، والتحضيرات لاستلام الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
مسارات سياسية متعددة يمكن قراءة التغيرات العسكرية من خلالها، تشترك جميعها بأنها ورقة ضغط على الدولة السورية. فبعد كلمة نتنياهو بتحذيره الرئيس السوري أنه “يلعب بالنار” في حال استمرار دعمه للمقاومة، وأن سوريا ستدفع الثمن، انطلق الهجوم شمالا، الذي كان يحضر لها سابقا. وقد يكون كتوجيه من أميركا لاعادة خلط الاوضاع الميدانية في المنطقة تزامنا مع وصول إدارة ترامب للحكم، وتحديدا فيما يتعلق بالمجموعات الكردية التي تخشى التخلي عنها لاحقا من قبل واشنطن.
كما أنها تشكل ورقة تركية، بعد الحديث المطول عن إمكانية لقاء الاسد – اردوغان، والشروط التي يضعها الطرفان قبله.
وتشير تقارير إعلامية، أن المعركة كان يحضّر لها منذ زمن، بحال فتحت جبهة الجولان لمساندة غزة، وأنه اتخذ القرار بفتحها مع إعلان وقف النار جنوب لبنان.
والأبرز، ما قاله وزير الخارجية الروسي، أن أوكرانيا بالتنسيق مع الأمريكيين، تقوم “بتدريب الإرهابيين من تنظيم هيئة تحرير الشام على استخدام تقنيات جديدة لإنتاج الطائرات بدون طيار لغرض العمليات القتالية ضد القوات المسلحة الروسية في أراضي سوريا”.
وأعلنت، “هيئة تحرير الشام”، المصنفة كمنظمة إرهابية المعروفة باسم “جبهة النصرة”، والفصائل المسلحة الموالية لها، هجوماً على مواقع الجيش السوري، تحت عنوان (ردع العداون)، حيث سيطرت على 11 قرية وبلدة في ريف حلب الغربي. الخطورة تكمن بأن المعارك تدور على بعد حوالي 10 كيلومتر من حلب. وتعتبر هي العملية الأوسع منذ عام 2020، حين أعلن عن اتفاق روسي تركي بالتهدئة وسميت مناطق خفض التصعيد.
وجاء الهجوم، على الرغم من تحذيرات تركيا روسيا، بإغلاق جميع المعابر الحدودية ووقف الإمدادات بحال توسيع عمليات “الهيئة” إلى حلب.
وأشارت وزارة الدفاع السوري، أن ريفي حلب وإدلب تعرضا لهجوم “كبير وعلى جبهة واسعة بأعداد كبيرة من الإرهابيين، وباستخدام الأسلحة المتوسطة والثقيلة، مستهدفة القرى والبلدات الآمنة ونقاطنا العسكرية في تلك المناطق”. وينفذ الطيران السوري والروسي غارات جوية على المجموعات المسلحة في المناطق التي سيطرت عليها.
وتشهد المنطقة تحركات عسكرية منذ أيام، فدخل رتل عسكري تركي من معبر السلامة الحدودي في شمال حلب إلى النقاط التركية المنتشرة في منطقة “درع الفرات”، ورتل آخر عبر معبر كفر لوسين الحدودي توجه إلى جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي ضمن منطقة خفض التصعيد المعروفة باسم “بوتين – إردوغان”، تمركزت في قاعدة قريبة من مناطق تواجد الجيش السوري.
وتأتي التحركات التركية، رداً على عمليات تسلل نفذتها مجموعات “مجلس منبج العسكري” التابعة “لقوات سورية الديمقراطية” الكردية، إلى مواقع سيطرة “الجيش الوطني السوري”، الموالي لتركيا، على محور قرية أم جلود في ريف منبج شرق حلب.