وسام عبد الله
تخشى واشنطن على “إسرائيل” لربما أكثر من ولاياتها الأميركية، فهي امتدادها العسكري في قلب الشرق الأوسط، وتعمل على حمايتها من أي اهتزاز أمني، فتقدم لها الدعم العسكري، بالسلاح والمال، لضمان قدرتها على شنّ الحروب والدفاع عن نفسها.
وأعلنت أميركا مؤخرا نشر نظام دفاعي في كيان الاحتلال، وذلك بعد فشل شبكة الدفاع الجوي الإسرائيلي في التصدي للهجوم الصاروخي الإيراني الأخير، الذي استهدف ثلاثة قواعد جوية، وأهمها قاعدة نيفاتيم، التي تمثل رأس الحربة للقوات الجوية الإسرائيلية.
ويصنف نظام الدفاع “ثاد – Thaad”، بأنه أحد أقوى الأسلحة المضادة للصواريخ في الجيش الأمريكي، لقدرته على اعتراض الصواريخ الباليستية على مدى يتراوح بين 150 إلى 200 كيلومتر، القصيرة والمتوسطة ومتوسطة المدى وتدميرها سواء داخل الغلاف الجوي أو خارجه أثناء المرحلة النهائية أو الانقضاض على هدفها، وذلك باستخدام مزيج من أنظمة الرادار المتقدمة والصواريخ الاعتراضية التي تدمر هدفها عن طريق الاصطدام به.
يمتلك الجيش الأميركي سبع بطاريات “ثاد”، في كل منها ست قاذفات محمولة على شاحنات، وثمانية صواريخ اعتراضية، ونظام رادار قوي. وتملك هذه المجموعة شبكة اتصال مع الدفاعات الصاروخية الأميركية، مثل أنظمة إيجيس وأنظمة الدفاع الصاروخي باتريوت. وسيتولى حوالي 100 جندي أميركي تشغيل البطارية لدى وصولها إلى الاحتلال.
يمتلك نظام “ثاد” رادار مراقبة يمكن نشره مع بطارية الصواريخ أو على متن سفن البحرية الأمريكية أو في منشآت أخرى، حيث يمكنه اكتشاف الصواريخ بطريقتين. في وضعه الأمامي، يتم تكوينه لاكتساب وتتبع الأهداف على مسافات تصل إلى 3000 كيلومتر. وفي وضعه الطرفي، يتم توجيهه لأعلى لاكتساب الأهداف أثناء هبوطها.
ولدى “إسرائيل” ثلاثة أنظمة دفاع جوي، تشكل مجموعة من الطبقات المخصصة لحمايتها، وهي القبة الحديدة ومقلاع داوود و”حيتس”، وهي مخصصة للتصدي للصواريخ القصيرة والمتوسطة والبعيدة المدى، وأنظمة “باتريوت” المضادة للصواريخ الباليستية. ومعظم هذه الأنظمة هي نتيجة شراكة مع الدفاع الأميركية، فمقلاع داود، هو مشروع مشترك بين شركة رافائيل الإسرائيلية لأنظمة الدفاع المتقدمة وشركة رايثيون الأميركية العملاقة للدفاع.
معنى الخطوة الأميركية لا يأتي من باب الدعم العسكري، إنما بنشر جنود أميركيين على الاراضي المحتلة، بتورطها في الصراع الاقليمي. وهو ما يذكرنا بالميناء العائم الذي أعلنت واشنطن عن إقامته على سواحل غزة بحجة تقديم المساعدات، وتبين فشله وهدفه بتعزيز التواجد العسكري لها.