وسام عبد الله
على الرغم أن مصطلح “وحدة الساحات ” ارتبط بالتعاون العسكري بين إيران وحلفائها في المنطقة في السنوات الأخيرة، إلا أن الإدارة الاميركي كانت أول من عمل على تنفيذه من خلال تواجدها العسكري والأمني في الشرق الأوسط وبساحات متنوعة في أهدافها منذ أكثر من ثلاثة عقود.
وشكلت حرب الخليج الثانية وغزو العراق للكويت، في تسعينيات القرن الماضي، مفصلاً مهماً في التمدد الأميركي العسكري في الخليج العربي، من خلال المشاركة بالعمليات العسكرية وتليها إنشاء القواعد اللوجستية ونشر الجنود والآليات المقاتلة.
وتشكل قاعدة العديد الجوية في قطر، أكبر قاعدة أميركية في الشرق الأوسط، فهي مقر القيادة العسكرية الأميركية الوسطى، والقيادة المركزية للقوات الجوية الأميركية، والمركز المشترك للعمليات الجوية والفضائية وجناح المشاة 379 للبعثات الجوية، والمجموعة 319 الاستكشافية.
وفي الكويت تنتشر القواعد العسكرية الأميركية في أكثر من منطقة، ومنها قاعدة عريفجان المقر الرئيسي للقوات الأميركية في البلاد، وقاعدة علي السالم الجوية التي تضم قوة دعم للقوات المشتركة وقوات التحالف الدولي في المنطقة، وقاعدة معسكر الدوحة وهي مقر القيادة المركزية للجيش الاميركي الكويتي وقوة المهام المشتركة.
أما في السعودية، فتتواجد القوات الأميركية في قاعدة الإسكان الجوية وهي مقر المجموعة الجوية 320 والمجموعة الاستطلاعية 64، وقاعدة الأمير سلطان الجوية.
وفي قاعدة الظفرة الجوية، وهي المقر الرئيسي للقوات الأميركية في الإمارات، يتواجد بها وحدة الانتشار الجوي الأميركي 380، كما يستخدم ميناء جبل علي رصيفا للقوات البحرية الاميركية، وكون ايران تقع على الضف المقابلة من مضيق هرمز، وتحسبا لوقوع معارك أو إغلاق للمضيق، تتواجد قاعدة الفجيّرة البحرية لتشكل صلة وصل لوجستية مع “جبل علي”.
وتعتبر البحرين من أقدم الدول التي أبرمت اتفاقيات أمنية يعود بعضها لعام 1948، وتتمركز القوات الاميركية في ثلاث قواعد، هي قاعدة الجفير البحرية والشيخ عيسى الجوية والمحرق الجوية.
باتجاه الشمال، تنتشر القوات الأميركية وحلف شمال الأطلسي في تركيا، حيث تعتبر قاعدة إنغرليك الجوية التركية، من أهم القواعد في الشرق الاوسط لوقوعها بين أوروبا والعراق وسوريا وإيران.
ومع الإحتلال الاميركي للعراق عام 2003، تواجدت القوات الاميركية في العديد من القواعد، مثل عين الأسد الجوية والحبانية وبلد وحرير والمقام.
وسنة 2015 وتحت ذريعة محاربة تنظيم “داعش”، احتلت القوات الأميركية مناطق في شرق سوريا، لتؤسس قواعد عسكرية منها التنف وتل أبيض ورميلان.
يبقى الكيان الاسرائيلي، على الرغم من الحديث الاميركي بعدم وجود قاعدة عسكرية لقواته على الأراضي المحتلة، لكن يبقى الاحتلال هو الذراع العسكري للإدارة الاميركية في قلب المنطقة، وفي حال تعرضه لخطر مثل حربيّ 6 أكتوبر 73 و 7 أكتوبر 2023، يفتح لها جسر جوي وبحري، لتقديم الدعم اللوجستي والعسكري والتقني.