وسام عبد الله
في تاريخ السياسة اللبنانية، أربع أسماء انتخبت لرئاسة الجمهورية، كانوا قادة للجيش، منهم ثلاثة رؤساء، بعد توقيع اتفاق الطائف عام 1990، لتصبح قيادة الجيش بشكل “روتيني” ضمن الاحتمالات المطروحة لدى التيارات السياسية في الداخل، والمرشحة من قبل الخارج، والذي يلعب بشكل دائم، منذ الاستقلال، الدور الابرز في تحديد من سيحكم قصر بعبدا لمدة ستة سنوات.
كان اللواء فؤاد شهاب، أول قائد جيش ينتخب رئيسا للجمهورية، عام 1958، حيث حصل على 48 صوتا من أصل 58، واستمر عهده حتى عام 1964. وكان شهاب امتدادا لمرحلة الاستقلال وتأسيس القوات العسكرية اللبنانية، ففي عام 1943، دمجت الوحدات العسكرية المختلفة، التي كانت في السابق جزءا من “جيش بلاد الشام” الذي شكلته فرنسا، لتكون ضمن اللواء الخامس وتحت قيادة العقيد فؤاد شهاب. وفي الأول آب من عام 1945، وضع كامل الجيش تحت السلطة اللبنانية تحت قيادة اللواء فؤاد شهاب، وهو اليوم الذي اختير ليكون ذكرى تأسيس الجيش. فترة رئاسة شهاب للحكم، توصف بالـ” العهد الشهابي”، والتي جاءت بعد أحداث عام 1958، واتسمت فترته، كما يصفها المؤرخون والسياسيون، ببناء المؤسسات وتمكينها.
عام 1998 انتخب العماد إميل لحود رئيسا للجمهورية، وقد تم تعيينه قائداً للجيش في عام 1989، وحصل على 118 صوتا من أصل 128، ومع نهاية ولايته الاولى عام 2004، تم التمديد له حتى عام 2007.
في عهده أحداث عديدة، منها تحرير جنوب لبنان عام 2000، اغتيال رئيس الحكومة رفيق الحريري عام 2005، وحرب تموز عام 2006. وبعد انتهاء ولايته، دخلت البلاد في الفراغ الاول لمدة ستة أشهر.
عام 2008، انتخب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية، وكان قائدا للجيش في عهد الرئيس لحود، واستمر حكمه حتى عام 2014، وحصل في الانتخابات على الغالبية المطلقة، بعد ما عرف باتفاق الدوحة، نتيجة تدهور الاوضاع الامنية في لبنان.
اتسم عهده بمرحلتين، قبل 2011، حيث كانت الاجواء الاقليمية والدولية، مستقرة إلى حد كبير، وهو ما تمثل بالحضور الرسمي السوري السعودي في بيروت، وانعقاد جلسات الحوار الوطني بين مختلف الافرقاء اللبنانيين.
أما المرحلة الثانية، فكنت مع اشتعال ما عرف بالـ “الربيع العربي”، وتصاعد الحرب في سوريا وتدفق النازحين السوريين إلى لبنان، وانقسم التيارات السياسية بين مؤيد للثورة السورية ومعارض لها. ومع انتهاء ولايته، دخلت البلاد في شغور استمر لمدة سنتين.
عام 2016، انتخب العماد ميشال عون، رئيسا للجمهورية، ولكنه في حنيها كان قائدا سابقا للجيش، مع العلم أنه مع انتهاء ولاية الرئيس أمين الجميل، تولى عون رئاسة الحكومة العسكرية، رفضا للوجود العسكري السوري، مما أدى لاحقا إلى نفيّه إلى فرنسا لمدة 15 عاما.
في عهد الرئيس عون دخلت البلاد في أزمة اقتصادية عام 2019، وشهدت بيروت انفجار المرفأ عام 2020، والعديد من الاحداث السياسية أبرزها أعلان الرئيس سعد الحريري استقالته من رئاسة الحكومة من العاصمة السعودية الرياض. لتنتهي ولايته عام 2022، وتدخل البلاد في ثالث شغور رئاسي.
ومن الاسماء التي تطرح لتولي الرئاسة، قائد الجيش جوزيف عون، والذي يحظى بتأييد عدد من النواب منهم كتلة “اللقاء الديمقراطي”، ومنهم من يعترض عليه مثل كتلة “لبنان القوي”. وتنقسم الاراء الدستورية، فمنهم من يرتكز على المادة 49 من الدستور، حيت تشترط الفقرة المتعلقة بانتخاب القضاة وموظفي الفئة الأولى، عدم جواز انتخابهم إلا بعد سنتين من تقديم استقالتهم أو احالتهم إلى التقاعد أو انقطاعهم فعلياً عن العمل. فيما الرأي الآخر، يستند على المادة 74، والتي تشير بأنّه “إذا خلت سدة الرئاسة بسبب وفاة الرئيس او استقالته او لسبب آخر، فلأجل انتخاب الخلف، يجتمع المجلس فوراً بحكم القانون. وإذا اتفق حصول خلاء الرئاسة، حال وجود مجلس النواب منحلاً تدعى الهيئات الانتخابية دون إبطاء ويجتمع المجلس بحكم القانون حال الفراغ من الأعمال الانتخابية”.