وسام عبد الله
لم يعد الاحتلال الإسرائيلي يتعامل مع جبهة شمال فلسطين المحتلة على أنها جبهة إسناد فقط كما يعتبرها حزب الله، إنما هي جبهة حرب مفتوحة نتيجة الأضرار الاقتصادية والاجتماعية الكبيرة، التي تعرضت لها المستوطنات والمعامل والمواقع العسكرية منذ تشرين الأول 2023.
فحين أشار أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، إلى الخسائر الاقتصادية التي يمكن أن يتكبدها الاحتلال خلال “نصف ساعة” من قبل المقاومة، بدأت الارقام تظهر لمعرفة نتائج الحرب بحال وقوعها، كون العديد من الصناعات العسكرية والاقتصادية تتركز بشمال “إسرائيل”.
على الصعيد العسكري والأمني، يوجد في شمال فلسطين، مصانع لإنتاج الأنظمة القتالية للقوات البرية والجوية والبحرية، وصناعة الالكترونيات والكهرباء الضوئية والمدفعية والطيران والمسيرات. وشركة لصناعات بناء السفن، ومصنع لانتاج هياكل الطائرات العسكرية، ومصنع لانتاج أجهزة الكشف الكهروضوئية، وشركة لتطوير وإنتاج أنظمة القبة الحديدية، والأنشطة السيبرانية والذكاء الاصطناعي،
ومصنع لانتاج أنظمة الأسلحة وأنظمة الدفاع النشطة، وتوريد المواد الخام لصناعات الطيران والفضاء والدفاع.
كما يتم إنتاج أنظمة الاتصالات والانظمة العسكرية ومعالجة الصفائح المعدنية للمركبات العسكرية، وصناعة الاسلحة وتطوير وإنتاج الاسلحة الصغيرة،
وتنتج في الشمال أنظمة المدفعية والذخائر، وفحص ومعالجة الأسلحة الصغيرة والأسلحة الثقيلة والذخائر، والمنتجات الكهروميكانيكية العسكرية، وتصنيع وحدات تزويد الطائرات بالوقود والمركبات المدرعة، وصناعة المسيّرات في مجال التنصيع الكهربائي، وإنتاج أجزاء للمحركات النفاثة، وأنظمة تحكم مسح ليز.
وبحسب بيانات وزارة الاقتصاد الإسرائيلية، فقد تدنى إنتاج نحو 85 مصنعا إلى قرابة 70%، مع تراجع اليد العاملة، كما سجل إغلاق نهائي لحوالي 15 ألف مصلحة ومصنعا في الشمال.
وفي المجال الزراعي، تشير أرقام مركز الأبحاث والمعلومات في الكنيست الإسرائيلي أن الشمال ينتج، 49% من حليب البقر، و80% من حليب الغنم، و70% من البيض، و45% من الخضار، و61% من الفاكهة. وتهجير المستوطنين العاملين في الزراعة أدى لحالة عدم استقرار مما سيؤدي لخسارة محاصيل السنوات المقبلة، فالتهجير شمل أيضا العمال الاجانب، ومنهم مغادرة أكثر من 2000 عامل تايلاندي الأراضي المحتلة في الشمال.
ونتيجة عمليات المقاومة، خسر قطاع النبيذ القدرة على الانتاج، مع منع المستوطنين من الوصول إلى تسعين بالمئة من مزارع الكروم في مرتفعات الجولان المحتل وعلى طول الحدود مع لبنان.
وحذر مسؤولون إسرائيليون أنه في حال اتساع رقعة الحرب، ذلك سيؤدي إلى انقطاع التيار الكهربائي في أكثر من 60% من كيان الاحتلال، وقد يستمر الانقطاع لنحو 48 ساعة، أما في المستوطنات على الحدود مع لبنان فقد تصل مدة انقطاع الكهرباء إلى ثلاثة أسابيع.