وسام عبد الله
تعتبر مدينة رفح في قطاع غزة عنوان المرحلة الحالية في الحرب الإسرائيلية على الفلسطينيين، فإما أن يشنّ جيش الاحتلال عملية عسكرية باتجاهها أو ينجح مسار المفاوضات فيتم إلغاء أو تأجيل العملية.
فأعلن جيش الإحتلال عن اكتمال استعدادته لتنفيذ العملية في رفح، وأفادت وسائل إعلام، أن الجيش بانتظار ما ستؤول إليه الأمور بصيغتها النهائية خلال الأيام المقبلة، بين إتمام صفقة التبادل مع المقاومة أو انطلاق الهجوم العسكري والذي تعارضه الإدارة الاميركية.
وتشكل رفح ملفاً ضاغطاً على رئيس حكومة الإحتلال، بنيامين نتنياهو، فمن جهة تتصاعد الضغوط الدولية عليه لمنع العملية، وطلب الوسطاء في المفاوضات في التريث للمحاولة الحثيثة لإتمام الصفقة. وفي الجبهة الحكومية، ينقسم فريقين، الاول يمثله وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بتهديدهما بالانسحاب من الحكومة إذا ما تراجع الجيش عن عن اجتياح رفح، وفريق مقابل، يضم بني غانتس وغادي آيزنكوت، يضغطان لعدم اجتياح رفح قبل استنفاد الخيار التفاوضي.
وبحسب ما نشر مؤخرا في صفقة التبادل، بحسب جريدة الاخبار اللبنانية، فالبنود تضم ثلاثة مراحل مقسمة إلى أيام، في الاولى ( 40 يوما ) عدة بنود منها، الوقف المؤقت للعمليات العسكرية المتبادلة بين الطرفين، ووقف الطيران، العسكري والاستطلاع، في قطاع غزة لمدة 8 ساعات في اليوم، وعودة النازحين المدنيين إلى مناطق سكنهم بالتدريج، وتفاصيل تبادل المحتجزين والأسرى بين الجانبين وجدول إطلاقهم على مراحل، بما يشمل النساء والاطفال وكبار السن والقيادات.
وفي المرحلة الثانية ( 42 يوما )، الإنتهاء من الإتفاق على الترتيبات اللازمة لعودة الهدوء المستدام والإعلان عن بدء سريانه قبل البدء بتبادل المحتجزين والأسرى بين الطرفين، والبدء في الترتيبات اللازمة لعملية إعادة الإعمار الشامل للبيوت والمنشآت المدنية والبنية التحتية.
أما في المرحلة الثالثة ( 42 يوما )، تشمل تبادل جميع جثامين ورفات الموتى لدى الجانبين بعد الوصول والتعرف إليها، والبدء في تنفيذ خطة إعادة إعمار قطاع غزة لمدة 5 سنوات.
أفادت صحيفة “جيروزاليم بوست”، بأن الجيش الإحتلال يعتزم إنشاء “منطقة آمنة” في وسط قطاع غزة لإيواء الفلسطينيين المقرر إجلاؤهم من رفح.
ويعيش حاليا نحو 1.3 مليون نازح في ظروف قاسية، ضمن مساحة تنقدر بحوالي 151 كيلومترا مربعا، تدفعهم إسرائيل لحشدهم وحشرهم في مناطق صغيرة معدومة من أساسيات الحياة، حيث يشكل الضغط المتزايد إمكانية تهجيرهم قسراً باتجاه سيناء.
وترتفع بين النازحين الامراض نتيجة انعدام توافر المياه الصحية والغذاء المناسب وانتشار الحشرات الضارة مع ازدياد معدلات التلوث وكميات القمامة.
وقد أظهرت صور الأقمار الإصطناعية، إنشاء مخيمات بيضاء في منطقة خان يونس، تبعد عن رفح حوالي 5 كيلومترات، وأشارت وزارة الدفاع الاسرائيلية إلى أنها اشترت 40 ألف خيمة، تتسع الواحدة منها ما بين 10 و12 شخصا، فهي جميعها لا تتسع لأكثر من 500 ألف نازح.