وسام عبد الله
بعد أيام قليلة على الخطوة الأميركي في السماح لأوكرانيا باستخدام أسلحتها لضرب العمق الروسي، جاء الرد من الرئيس فلاديمير بوتين، في إصدار وثيقة تحسين وتحديث سياسة الردع النووي لموسكو، ويأتي ذلك تزامنا مع اليوم الألف للحرب الروسية الأوكرانية.
تعرف العقيدة النووية لروسيا، بشكل عام، بأنها مجموعة من القواعد التي وضعتها الدولة لتحديد كيفية استخدامها الأسلحة النووية، ويقدّر إجمالي ما تملكه موسكو بنحو 6257 رأساً نووياً، تليها أميركا بحوالي 5550 رأساً نووياً.
وقال بوتين في نص الوثيقة التي تم توقيعها، أنه “من أجل تحسين سياسة الدولة الروسية في مجال الردع النووي، أصدر مرسوماً للموافقة على الأسس المرفقة لسياسة الدولة الروسية في مجال الردع النووي”.
وأظهر المرسوم الذي وقعه الرئيس الروسي أن التعديلات تدخل حيز التنفيذ من يوم التوقيع عليه، 19 نوفمبر 2024.
وتشير الوثيقة على أنه “يتم اتخاذ قرار استخدام الأسلحة النووية من قبل رئيس روسيا، ويجوز للرئيس الروسي، إذا لزم الأمر، إبلاغ القيادة العسكرية والسياسية للدول الأخرى و(أو) المنظمات الدولية حول استعداد روسيا لاستخدام الأسلحة النووية أو حول قرار استخدام الأسلحة النووية، وكذلك حول استخدامها”.
وتعتبر أن أي عدوان على روسيا وحلفائها من قبل دولة غير نووية وبدعم من دولة نووية سيعد هجوماً مشتركاً، ومؤكدة أن استعداد موسكو وتصميمها على استخدام الأسلحة النووية سيضمنان الردع النووي.
وأضافت أنه يمكن لروسيا استخدام الأسلحة النووية في حالة وجود تهديد خطر للسيادة وسلامة الأراضي لها ولبيلاروس، كما أن العقيدة النووية المحدثة تضمن تحديد العدو الذي يقصده الردع النووي.
وحددت الوثيقة أنه من شروط استخدام الأسلحة النووية إطلاق الصواريخ الباليستية على روسيا. هذا يعني أن موسكو لن تلجأ لاستخدام الاسلحة النووية فقط حين تتعرض لهجوم نووي، بل بإمكانها الآن استخدامها للرد على ضربات تعتبرها روسيا وجودية.
وأوضحت أن “روسيا تمارس الردع النووي ضد خصم محتمل، وهو ما يعني الدول الفردية والتحالفات العسكرية (الكتل والتحالفات) التي تعتبرها روسيا خصماً محتملاً وتمتلك أسلحة نووية و (أو) أنواع أخرى من أسلحة الدمار الشامل أو أسلحة قتالية كبيرة يتم أيضاً تنفيذ إمكانات قوات الردع النووي العامة فيما يتعلق بالدول التي توفر الأراضي والموارد الجوية و (أو) البحري والموارد اللازمة للتحضير العدوان وتنفيذه ضد روسيا الاتحادية”.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن تحديث العقيدة النووية الروسية كان أمراً ضرورياً لجعلها متوافقة مع الوضع السياسي الراهن.
وأضاف أن “استخدام القوات الأوكرانية للصواريخ الغربية غير النووية ضد الاتحاد الروسي بموجب العقيدة الجديدة قد يستلزم رداً نووياً”.
كما أشار نائب وزير الخارجية الروسي إلى أن قرار تعديل العقيدة النووية الروسية “مرتبط بمسار التصعيد الذي ينتهجه خصومنا الغربيون، فيما يتعلق بالصراع في أوكرانيا”.