وسام عبد الله
ذكرت وسائل إعلام روسية عن “تعليق مؤقت” للإتفاق الجديد الذي وقع بين موسكو وطهران، وذلك بسبب “مشاكل تواجه الشركاء الإيرانيين”. من جانبه، قال سفير إيران لدى روسيا، إن طهران لم تعلق اتفاق التعاون الجديد مع موسكو.
وتم الإعلان عن العمل على إتفاق جديد بين موسكو وطهران في أيلول 2022، خلال اجتماع بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي. وأوضح مدير الدائرة الثانية لشؤون آسيا بوزارة الخارجية الروسية، زامير كابولوف، أن اختتام اتفاقية التعاون الشاملة بين البلدين سوف يتم إلا أنه مؤجل بشكل مؤقت، بسبب وفاة الرئيس الإيراني رئيسي.
وبدوره، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أن الاتفاق “ليس من الممكن التوقيع عليه حالياً، مع أنه تم إنجاز العمل على نصفه بالكامل”، وأشار أنه “يتبقى على طهران استكمال عدة خطوات إجرائية لتقديم نص الاتفاق الشامل بين روسيا وإيران للتوقيع عليه من قبل الرئيسين”.
ومع رحيل الرئيس الإيراني رئيسي جراء تحطم مروحيته الرئاسية، تكون موسكو في انتظار الرئيس الجديد للبلاد، حيث تجرى الانتخابات الرئاسية الإيرانية في 28 حزيران الحالي، يتنافس خلالها ستة مرشحين، تم منحهم أهلية الترشّح للدورة الرابعة عشرة من الانتخابات الرئاسية من قبل مجلس صيانة الدستور.
وتجمع بين البلدين عدة قواسم مشتركة وعلاقات سياسية واقتصادية وعسكرية، بمواجهة الولايات المتحدة الاميركية، والحضور العسكري في منطقة الشرق الأوسط، وتعزيز سبل التعاون مع الصين.
فعلى الصعيد العسكري، نفذت القوات العسكرية، الصينية الروسية الايرانية، عدة تدريبات عسكرية مشتركة، تحت اسم “حزام الأمن البحري”، خلال السنوات الماضية، أجرتها في خليج عُمان وشمال المحيط الهندي. وأعلن عن صفقات أسلحة بين موسكو وطهران، من بينهما صفقة الطائرات المقاتلة SU 35. وأعلنت طهران تأييدها للحرب الروسية على أوكرانيا، وقال المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، علي خامنئي، إن “الحرب مسعى عنيف وصعب، والجمهورية الإسلامية ليست سعيدة على الإطلاق بأن الناس محاصرون في الحرب، لكن في حالة أوكرانيا، لو لم تتولَ القيادة الروسية زمام المبادرة، لفعل الطرف الآخر ذلك، وبدأ الحرب”.
ونتيجة العقوبات المالية المفروضة على الطرفين، وقّعت الدولتان، بداية عام 2023، اتفاقًا لربط أنظمة الاتصالات والتحويل الوطنية بين البنوك، لتسهيل المعاملات المصرفية في الاتجاهين.
ويعد مشروع الممر الاقتصادي “الشمال – الجنوب” من أهم الاتفاقيات بينهما، هو مشروع نقل دولي، وقّعت وثيقته الأولى إيران والهند وروسيا عام 2000، ثم التحقت بالمشروع عشر دول عام 2016، ومنها تركيا وسوريا وأوكرانيا وسلطنة عمان وكازخستان. وهو عبارة عن شبكة خطوط بحرية وبرية، وسكك حديدية، ويبدأ من الهند ليربط المحيط الهندي ومنطقة الخليج العربي مع بحر قزوين مروراً بإيران، ثم يتوجه بعد ذلك إلى شمال غربي روسيا، ومنها إلى شمال أوروبا، وصولًا إلى فنلندا.
تمثل إيران بالنسبة إلى أميركا، الهدف الأساسي لمنع نجاح أيّ مشروع صيني (الحزام والطريق) أو روسي (الشمال – الجنوب)، ويكون ذلك عبر إبقاء سياسية العقوبات عليها وحالة عدم الاستقرار الأمني في الاقليم. إضافة إلى تمدد حلف شمالي الاطلسي (الناتو) باتجاه الحدود الروسية مع اوروبا. كلها عوامل تشكل تحديات أمام استمرار التعاون الروسي الايراني، التي تؤثر على انتقالها من تعاون تكتيكي إلى شراكة استراتيجية طويلة الأمد.