وسام عبد االه
“لا شك إننا في حاجة إلى الصلاة وبذل كل ما في وسعنا من أجل تحرير منطقة سيناء بأكملها حتى نهر النيل، فهذه المنطقة جزء لا يتجزأ من أرض إسرائيل”، بهذه الكلمات عبّر الحاخام الإسرائيلي المتطرف عوزي شرباف، قبل أسابيع، عن المطامع الإسرائيلية بشبه جزيرة سيناء، والتي على الرغم من مضي أكثر من 40 عاماً على انسحابها منها وتوقيع معاهدة سلام مع مصر، ما تزال حاضرة في نظرتها التوراتية، وهدفها الديمغرافي بتهجير سكان غزة نحو سيناء.
في تطور لافت على الحدود المصرية الفلسطينية، أعلن المتحدث العسكري المصري، يوم أمس الاثنين، عن استشهاد أحد العناصر المكلفة بتأمين منطقة الشريط الحدودي في رفح، ومن جانبه أكد الجيش الإحتلال وقوع إطلاق نار عند الحدود مع مصر، والذريعة ورود “معلومات استخباراتية أشارت لوجود مسلحين بمنطقة محور فيلادلفيا”.
استحوذ مقتل الجندي المصري على المشهد السياسي، خوفاً من تدهور الأوضاع الأمنية على الحدود المصرية مع غزة ومحور فيلادلفيا، والتي ستؤثر حتماً على إمكانية استمرار مرور المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المحاصر.
ومن خلال المشهدية خلال الساعات التي تلت الخبر، فيمكن وضعها بإمكانية السعي الإسرائيلي لحرف الأنظار عن المجازر التي ارتكبتها بقصف خيام النازحين في رفح وارتكاب إبادة جماعية بحق سكانها، إضافة إلى محاولة فرض تنسيق أمني مع مصر بالتزامن مع توسيع عملياتها في رفح. فالقاهرة، على لسان وزير خارجيتها سامح شكري، أعلنت عن رفضها لاجتياح جيش الإحتلال لمعبر رفح، وحذرت من تداعياته السياسية والأمنية.
وتنظم اتفاقية كامب ديفيد لتي تم توقيعها في عام 1979، بين كيان الإحتلال ومصر وبرعاية أميركية، الواقع الأمني على الحدود بين الجانبين.
فقد أشارت المعاهدة أن شبه جزيرة سيناء، تقسم إلى ثلاث مناطق، هي “أ” و”ب” و”ج”، وتقع منطقة رفح ضمن المنطقة “ج”، التي نصت الإتفاقية على تواجد قوات شرطية بها عددهم 750 عنصراً، إلى جانب قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
وتوضح الاتفاقية أن المنطقة “أ” تنتشر فيها قوات عسكرية مصرية على ألا يتجاوز عددها 22 ألف عنصر، وفي المنطقة “ب” تنتشر 4 كتائب عسكرية لا يتجاوز عددها 4 آلاف عنصر. وفي تشرين الثاني عام 2021، جرى لقاء عسكري مصري اسرائيلي، أدخل تعديلات على المنطقة “ج” لزيادة عدد القوات المصرية بهدف محاربة تنظيم “داعش” في سيناء ومنع تسلل عناصر له من قطاع غزة، بحسب الطلب المصري.
أما عن الخط الحدودي مع غزة، المعروف بمحور صلاح الدين (فيلادلفيا)، فهو عبارة شريط حدودي بين مصر وقطاع غزة يمتد داخل القطاع بمئات الأمتار وطوله حوالي 14 كيلومترا من معبر كرم أبو سالم وحتى شواطئ البحر المتوسط.