وسام عبد الله
مسار الإبادة الجماعية الذي ينتهجه الإحتلال الاسرائيلي بحق سكان غزة منذ السابع من تشرين الاول 2023، ليس بسلوك مستغرب من قبل الكيان، الذي فرض حصاراً على القطاع منذ عقود، عبر تحكمه بكل المنافذ والمعابر المحيطة به.
يعيش سكان غزة داخل “سجن كبير”، يحيط بهم ثمانية معابر، تعتبر منفذهم الوحيد نحو العالم الخارجي، قسم منها يتصل مع الأراضي الفلسطينية المحتلة وقسم آخر مع الجهة المصرية. ومع الانسحاب الاسرائيلي من غزة عام 2005، فرض حصار على القطاع من كافة الاتجاهات، بحيث يتحكم الإحتلال بحركة المعابر وشروط العبور وإمكانية فتحها وإغلاقها.
يتعرض الفلسطينيون لمضايقات تمنع عنهم سهول التنقل والحركة بين المعابر، فمن التفتيش والتدقيق، إلى منع مرور أنواع معينة من المواد التي يعتبرها الاحتلال يمكن استخدامها في الأسلحة، وصولا إلى البضائع والمواد الأولوية الأساسية مثل مواد البناء ومنتجات غذائية.
كافة المعابر على اختلاف أنواعها وتوزعها الجغرافي، يسعى الإحتلال لإخضاعها لسيطرته الكاملة، إما بإغلاقها بشكل نهائي أو بحسب الأوضاع الأمنية والسياسية.
يقع معبر رفح جنوب قطاع غزة، على الحدود المصرية الفلسطينية، وأهميته كونه مخصص لحركة الأفراد، وقبل وصول حركة حماس إلى السلطة وسيطرتها على القطاع، كان المعبر يعمل بالشراكة بين الإدارتين الفلسطينية والمصرية، وتشرف عليه من الجانب الفلسطيني هيئة المعابر والحدود التابعة لوزارة الداخلية والأمن الوطني، ويتم ذلك تحت رقابة الاتحاد الأوروبي التي انسحبت بعد وصول حماس للسلطة ورفض الجانب الفلسطيني مشاركة اسرائيل في إدارة المعبر.
بوابة صلاح الدين، تقع على بعد 4 كيلومترات من معبر رفح، يخضع لإدارة الأجهزة الأمنية التابعة لحركة حماس، وتتولى الإدارة المصرية الجهة المقابلة، ويستخدم المعبر لحركة المرور التجارية.
معبر كرم أبو سالم، يقع جنوب شرقي قطاع غزة، على بعد حوالي 4 كيلومترات إلى الغرب من رفح، بين مصر وقطاع غزة و كيان الإحتلال، أهميته بكون معبراً لمرور البضائع والمساعدات والمواد الأساسية وتصدير المنتجات الزراعية من وإلى الأراضي المحتلة.
معبر بيت حانون، يقع على الحدود الشمالية للقطاع، خصص لحركة الأفراد من المواطنين والأجانب بين قطاع غزة والضفة الغربية وكيان الإحتلال، فيمر منه الدبلوماسيون والصحفيون والبعثات الأجنبية، والعمال الحاصلين على تصاريح عمل من قبل الاحتلال.
حول غزة أربعة معابر أغلاقها الاحتلال، وتقع تحت سيطرته، وهي تختلف عن المعابر السابقة، التي تصنف بأنها مفتوحة.
وهي معبر المنطار، شرقي مدينة غزة، بين القطاع وكيان الاحتلال، ومعبر العودة يقع جنوب شرقي مدينة خان يونس، ومعبر الشجاعية شرقي مدينة غزة، ومعبر القرارة بين منطقتي خان يونس ودير البلح.
ومع دخول جيش الإحتلال إلى معبر رفح، وفرض السيطرة على معبر كرم أبو سالم، يكون القطاع أمام خطر مضاعفة الكارثة الإنسانية، بمنع حركة مرور الأفراد والبضائع، التي تم تقيضها منذ عملية “طوفان الاقصى”.