وسام عبد الله
شكلت جبهة شمال فلسطين المحتلة خسارة كبيرة بالنسبة للاحتلال الاسرائيلي، نتيجة الحرب القائمة مع حزب الله وقدرة المقاومة على تغيير المعادلة للمرة الاولى منذ إنشاء الكيان عام 1948، والتي قدرتها صحيفة “يديعوت أحرونوت”، أنها تبلغ، حتى الآن، حوالي 1.6 مليار دولار.
فاستطاعت المقاومة عبر الصورايخ والمسيّرات تعطيل الحياة بشكل كامل في أكثر 28 مستوطنة وتدمير ما يفوق 500 منزل، ونزوح ما يزيد عن 60 ألف، شخص بحسب الاعلام الاسرائيلي، وهو ما انعكس على ثقة المستوطنين بحكومتهم، فقال
رئيس مستوطنة كريات شمونة إن ” سكان شمال إسرائيل لا يمكنهم العودة إلى منازلهم طالما أن قوة الرضوان في حزب الله لا تزال على حدود إسرائيل “. وتم إجلاء معظم المستوطنين إلى غرف فندقية، مما أدى إلى زيادة الاعباء على الحكومة
وتضرر قطاع السياحة والفنادق. وترغب معظم العائلات بعدم العودة إلى منازلها وتفضيلها البحث عن بديل في مناطق أخرى بالكيان أو الهجرة بعيدا نتيجة خوفهم من عمليات المقاومة، حتى لو توقفت الحرب الحالية.
وتعتبر منطقة الشمال من أكثر المناطق حيوية وأهمية على المستوى الاقتصادي، حيث تتجمع فيها المصانع والاراضي الزراعية والمشاريع السياحية.
حيث تقدر خسائر القطاع الزراعي بحوالي 131 مليون دولار، يرافقها فقدان القدرة على الاستفادة من الاراضي الموجودة في غلاف غزة، لينعكس ذلك ارتفاعا بأسعار المواد الغذائية والتوجه نحو الاستيراد بشكل مضاعف. وبسبب الحرب وقدرة المقاومة على استهداف العمق الاسرائيلي، فقد المزراعون وأصحاب المداجن، قدرة الوصول إلى أراضيهم، مما سيضاعف من خسارتهم الموسمية في حال استمرار الحرب.
أما بالنسبة للسياحة، فتراجعت نسبتها على عملية “طوفان الاقصى ” وتمكن المقاومة الفلسطينية من استهداف مطار بن غورويون في تل أبيب، ومع دخول جبهة المساندة شمالا، استطاع حزب الله التأثير على القطاع السياحي من خلال وضع الجولان السوري المحتل ضمن دائرة الاستهداف، وهي المنطقة الجاذبة للسياحة الشتوية.
وفي المجال العسكري، فرضت المقاومة حزاماً أمنياً في الداخل الفلسطيني المحتل، وهو الذي يشكل التحول الاساسي في المعركة. في السابق، كان الجيش الاسرائيلي في حروبه على لبنان، يسعى دائما لفرض حزمٍ أمني داخل الاراضي اللبنانية، وصولا لنهر الليطاني، لمنع حركة المقاومين، أما اليوم، فالمقاومة فرضت الحزام داخل المستوطنات والمواقع العسكرية.
وكان لدخول المسيّرات وكشف حزب الله عن بعض قدراته الصاروخية، التأثير الاكبر على الميدان، وهو ما دفع ضباط سابقون ومحللون عسكريون، بدعوة حكومة الاحتلال لمصارحة المستوطنين بعدم قدرتها على تنفيذ وعودها بإنهاء “خطر” حزب الله عليهم بإبعاده إلى ما بعد شمال الليطاني، أو بتهديدهم بشن حرب واسعة على لبنان، لأنه لو تمت فهي، ستدمر جزءا من البنية التحتية اللبنانية، ولكن في المقابل، ستقوم المقاومة بتدمير مماثل يفوق ما فعلته حركة حماس، وهو ما لا يتحمله الكيان في المرحلة الحالية.