وسام عبدالله
أعلن الكنيست الاسرائيلية تبنيه بأغلبية أعضائه، إعلان رئيس وزراء الإحتلال بنيامين نتنياهو الرافض لإقامة دولة فلسطينية “من جانب واحد”، ويأتي هذا الموقف بعد التصريحات الصادرة من حكومات عربية وغربية، تدعو فيها إلى إعادة طرح “حل الدولتين”، كمسار لحل الصراع على الاراضي المحتلة.
يعتبر الكاتب والمفكر الاميركي نعوم تشومسكي، أول من طرح فكرة “حل الدولتين”، بعد حرب حزيران 1967، كاقتراح لإنهاء الحرب بين الفلسطينيين والإحتلال الاسرائيلي. ويقوم الاقتراح على تقسيم الأراضي الفلسطينية إلى قسمين، الأول يكون تابعا لدولة الاحتلال التي تأسست سنة 1948، والقسم الثاني تقام عليه الدولة الفلسطينية على أراضي حدود الرابع من حزيران 1967، مما يتطلب انسحاب “اسرائيل” من الاراضي التي احتلتها، لتكون السلطة الفلسطينية على الضفة والقدس الشرقية وقطاع غزة ( 22 بالمئة من مساحة فلسطين )، والاحتلال على باقي الاراضي التي تشكل 78 بالمئة.
على صعيد الأمم المتحدة، صدر القرار الدولي رقم 242 سنة 1967، الذي ينص على انسحاب جيش الاحتلال من الاراضي التي احتلتها في حرب 67، وإنهاء جميع حالات الحرب واحترام سيادة كل دولة والإعتراف المتبادل بينهما. وفي عام 2012، اعترفت 139 دولة من أصل 193، من أعضاء الامم المتحدة، بفلسطين دولة مستقلة، لتمحنها المنظمة الدولية صفت عضو مراقب.
سنة 1993، وقِّعت “اتفاقية أوسلو”، بين منظمة التحرير الفلسطينية و”اسرائيل”، التي نصّت على “إعلان المبادئ حول ترتيبات الحكم الذاتي الانتقالي”، والعمل على إعلان قيام دولة فلسطينية إلى جانب “دولة إسرائيل” بحلول سنة 1999.
بعد الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000، تأسست اللجنة الرباعية للشرق الاوسط سنة 2002، المكونة من روسيا، والاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة الأمريكية، والأمم المتحدة، والتي أخذت على عاتقها مهمة حل المشاكل بين الطرفين، وقدمت خريطة طريق تنصّ على إقامة دولة فلسطينية بحلول عام 2005.
وعلى صعيد حركة حماس، أعلنت سنة 2017 قبولها إعلان قيام دولة فلسطينية على حدود 67، ولكن مع رفضها الإعتراف بوجود “دولة اسرائيلية”، معتبرة أن هدفها الكامل سيبقى تحرير كامل الاراضي الفلسطينية المحتلة.
الرفض الاسرائيلي “لحل الدولتين”، يأتي من الخوف من “القنبلة الديمغرافية” لفلسطيني أراضي 48، مما يشكل لهم أزمة داخلية مع تزياد عددهم. كما يعتبر اليمين الاسرائيلي أن الاعتراف بدولة فلسطينية، يكون مناقضا لتعليمهم التوراتية فيما يتعلق بأسطورة ” أرض الميعاد “.
تعتبر قيادات فلسطينية “حل الدولتين “، غير قابل للتطبيق لأسباب عديدة، فالإحتلال لا يعترف بوجود الشعب الفلسطيني، ولا ثقة بالمجتمع الدولي الذي لا يريد الضغط على حكومة الاحتلال لتنفيذه، وإلا لكان نفذ من عقود طويلة.