وسام عبد الله
تعتبر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ تشرين الأول 2023، هي الأطول في تاريخ الكيان الإسرائيلي، وهو ما شكل عامل ضغط على الجنود والضباط في الأجهزة الأمنية والعسكرية، والضغوط لم تعد مقتصرة على مدة الخدمة في الجيش وإنما في المشاكل الداخلية التي يعانون منها.
فتشير التقارير الاعلامية الإسرائيلية الى أن هناك حاجة إلى مضاعفة عديد قواتها بنحو 3 مرات على الحدود الشمالية في مواجهة لبنان وسوريا، وزيادة عددها في الضفة الغربية وغزة، وعلى الحدود مع مصر والأردن. وهذه المهمة تقع على عاتق قوات الاحتياط بشكل أساسي، ويتكون جيش الاحتياط بنحو 500 ألف جندي موزعين على كافة الاختصاصات والقطع العسكرية.
فالجبهات المفتوحة تشكل حرب استنزاف، فقد صادقت حكومة الاحتلال في حزيران الماضي، على استدعاء 50 ألف جندي من الاحتياط، لإسناد القوات التي تعمل في الشمال على الحدود مع لبنان وفي قطاع غزة، وأفادت إذاعة جيش الاحتلال أن التجنيد يرفع عدد الجنود في الشمال من 300 إلى 350 ألف جندي.
ينعكس استدعاء الجنود الاحتياط على الاقتصاد في الكيان الاسرائيلي، حيث يتحول إلى اقتصاد حرب، ليكون تركيز كل الموارد والحاجيات اليومية نحو دعم القوات المقاتلة.
فتبلغ التكلفة المباشرة شهريا لأيام الاحتياط للمجندين نحو مليار و300 ألف دولار، وتكلفة خسارة أيام العمل لجنود الاحتياط من وظائفهم، بنحو نصف مليار دولار شهريا، وأجبرت البنوك الإسرائيلية على ضخ حوالي 30 مليار دولار في السوق نتيجة انخفاض سعر الشيكل.
تنقل صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، عن جنود الاحتياط مشاكل يعانون منها ضمن عائلاتهم، نتيجة عدم القدرة “على التأقلم خلال فترات الراحة القصيرة بين فترات الخدمة”.
وتشير الصحيفة أن “الجندي في الاحتياط لا يُطرد من عمله، لكنه يكتشف أنه لم يعد مرشحاً للترقية. وأن الذي حلّ محله، موقتاً، أصبح دائماً، وهم يبحثون له عن منصب جديد أدنى من السابق. لقد واجه 6 جنود هذه المشكلة، فلم يحصلوا على المكافآت والعلاوات التي وُزعت على زملائهم في العمل، في مقابل إنجازاتهم والعائدات التي حققوها”.
كما تنقل “معاريف” شهادة عن قائد كتيبة قائلا “تأتي بعد العملية، وترى جندياً يدرس على ضوء مصباح يدوي، ويشرح لي أن لديه امتحانات قريبة في الجامعة”.
وتضيف الصحيفة “نحن نرى العديد من الجنود الذين يصلون إلى الخدمة ويتركون وراءهم حياة كاملة. أعمال تنهار، وظائف، ومنازل تتفكك. نساء يواجهن صعوبة في العيش وحدهن مع الأولاد الذين يضطرون إلى العيش مع والد يخدم في الاحتياط طوال أسابيع وأشهر”.