وسام عبد الله
أفادت شبكة “سي إن إن” الأميركية، نقلا عن مسؤولين أمريكيين قولهم، بأن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تتجه “نحو رفع الحظر على انتشار المتعاقدين العسكريين الأمريكيين في أوكرانيا لمساعدة جيشها في صيانة وإصلاح أنظمة الأسلحة المقدمة من الولايات المتحدة”.
وعلى الرغم من أن الإدارة الأميركية لم تتخذ القرار النهائي بشأن هذا الأمر، إلا أن هذا الخبر يأتي في السياق المتصاعد من الدعم الأميركي لأوكرانيا من الناحية العسكرية خلال حربها مع روسيا، والذي سيمنح للشركات الأميركية الحق في التعاقد والعمل داخل كييف.
وعمل بايدن خلال السنتين الماضيتين، على إبعاد الجنود الأميركيين من المواجهة المباشرة مع روسيا على الجبهات الأوكرانية، والاكتفاء بإرسال السلاح والدعم اللوجستي لهم.
ولكن التحول في الموقف الأميركي بدأ يظهر في أيار الماضي، مع إعطاء واشنطن الإذن لأوكرانيا بضرب أهداف بالداخل الروسي بأسلحة أمريكية، وبرر الرئيس الاميركي قراره قائلا “نحن لا نتحدث عن إعطاء أوكرانيا أسلحة لضرب موسكو، لضرب الكرملين، ولكنها فقط لضرب مناطق عبر الحدود، حيث يتلقى الأوكرانيون نيرانا كبيرة من الأسلحة التقليدية التي يستخدمها الروس لدخول أوكرانيا”. والأسبوع الماضي عاد وأكد مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان الأمر بقوله إن كييف “يمكنها شن ضربات في أي مكان على طول الحدود الأوكرانية الروسية باستخدام الأسلحة الأمريكية”.
وحذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من الخطوة “الخطيرة للغاية”، ولفت أن “الذين يزودونهم لا يسلمون الأسلحة فحسب بل يديرونها أيضا”.
تأتي هذه التحولات، مع تقدم القوات الروسية خلال الأسابيع الماضية، وتحديدا في منطقة خاركيف الأوكرانية، والتي دفعت حلف شمال الأطلسي (الناتو) ودول أوروربية، بالطلب من واشنطن برفع القيود التي فرضتها سابقاً على الجيش الأوكراني بمنعه من استخدام الأسلحة الأميركية في مواجهة القوات الروسية.
السماح للمتعاقدين الاميركيين بالنشاط داخل الأراضي الأوكرانية، هدفه، المعلن، المساهمة في إصلاح الأضرار التي تتعرض لها الآليات العسكرية، بدل نقلها إلى دول مجاورة تابعة لحلف شمال الاطلسي، حيث كانت القوات الأميركية تقدم المساعدة للأوكرانيين بأعمال الصيانة عبر الاتصالات، فيديو أو الهاتف، بحال إصلاح المعدات داخل أوكرانيا.
وبحسب المسؤولين الأمريكيين فعدد المتعاقدين سيكون ببضع المئات، ولن يكون بأعداد كبيرة كما كان الوضع في العراق وأفغانستان.
فهل تعطي واشنطن الضوء الأخضر لكييف، لاستخدام أسلحة نوعية، مثل الصواريخ بعيدة التي يصل مداها لمسافة 300 كيلومتر، مما قد تتجاوز بها الحدود مع روسيا؟ أم ستكتفي بتوريط أوكرانيا وحدها بالحرب، حيث أشار مدير الشؤون الأوروبية في مجلس الأمن القومي الأمريكي مايكل كاربنتير، أن قمة الناتو في تموز المقبل، لن توجه فيها دعوة إلى أوكرانيا للانضمام إلى الناتو.
وبحال تصاعد الدعم الغربي لأوكرانيا، كيف سيكون الرد الروسي؟ وقد بدأت ملامحه تظهر في توسيع بوتين لتحالفاته مع دول آسيوية مثل كوريا الشمالية وفيتنام.