وسام عبد الله
في ظل تصاعد التوترات العالمية والتهديدات الأمريكية المتكررة، يواصل الرئيس دونالد ترامب طرح أفكار جريئة قد تُعيد تشكيل خريطة العالم كما نعرفها. من استعادة قناة بنما التي كانت رمزاً للهيمنة الأمريكية إلى محاولات شراء جزيرة غرينلاند الاستراتيجية، مروراً بإعادة ترتيب الأوضاع في غزة بشكل يثير الجدل، يبدو أن ترامب لا يكتفي فقط بالتصريحات المثيرة، بل يسعى لتطبيق خطط قد تفتح أبواباً جديدة للتوسع والنفوذ الأمريكي. فما الذي يخبئه المستقبل في هذه الاستراتيجيات الطموحة؟ وكيف سترد الدول المعنية على هذه التحديات السياسية؟.
بنما
في تصريحات أدلى بها مؤخراً، لم يستبعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إمكانية استخدام القوة العسكرية للسيطرة على قناة بنما، مدعياً أن القناة التي كانت قد أُعطيت لبنما قد أصبحت تحت إدارة الصين اليوم، رغم أنها بُنيت لأغراض عسكرية أمريكية. ترامب أضاف أن القناة تُعتبر “حيوية” بالنسبة للأمن الاقتصادي للولايات المتحدة، محذراً من أن “الصين تديرها الآن”، وهو ما يراه تهديداً لمصالح بلاده. في هذا السياق، يرى المحللون أن تهديد ترامب بإعادة السيطرة على القناة هو جزء من استعراض النفوذ الأمريكي في أمريكا اللاتينية ومحاولة تقويض التغلغل الصيني في المنطقة. ورغم أن هذا التصريح لا يعكس خطة حقيقية لعمل عسكري، فإنه يتزامن مع طرح ترامب خططاً لتطوير الجيش الأمريكي في إطار مساعيه التوسعية.
غرينلاند
في خطوة مشابهة لما فعله مع قناة بنما، جدد ترامب محاولاته لشراء جزيرة غرينلاند من الدنمارك، معتبراً أن الجزيرة ذات أهمية استراتيجية بالنسبة للأمن القومي الأمريكي، وهي فكرة طرحها في ولايته الأولى. وقد هدد بفرض رسوم جمركية على الدنمارك إذا رفضت عرض شراء الجزيرة. غرينلاند، التي تعتبر ساحة تنافس بين القوى الكبرى في منطقة القطب الشمالي، غنية بالموارد الطبيعية ولها أهمية عسكرية كبيرة بالنسبة للولايات المتحدة. التصريحات التي أدلى بها ترامب واجهت رفضاً صريحاً من الدنمارك التي أكدت أن الجزيرة “ليست للبيع”، كما قوبلت بتحفظات من دول الاتحاد الأوروبي، حيث أكد وزير خارجية فرنسا أن الاتحاد لن يسمح لأي دولة بالتهديد بحدوده السيادية. وعلى الصعيد المحلي، فإن تصريحات ترامب تزامنت مع تصاعد دعوات الاستقلال في غرينلاند، مما جعل الحكومة الدنماركية ترفع ميزانية الدفاع في المنطقة.
كندا
من جهة أخرى، أعلن ترامب عزمه فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على كندا، مهدداً باستخدام “القوة الاقتصادية” ضد هذا البلد. في سياق متصل، نشر ترامب خريطة على منصته الاجتماعية تُظهر كندا جزءاً من الولايات المتحدة، مما أثار الجدل حول نواياه بشأن العلاقة مع جارتها الشمالية. على الرغم من تصاعد التوترات بين البلدين، أكدت كندا أنها لن تكون أبداً جزءاً من الولايات المتحدة، رافضة تهديدات ترامب ومؤكدة على استقلالها السياسي والاقتصادي.
غزة
أما في ما يتعلق بغزة، فقد عرض ترامب فكرة إعادة إعمار القطاع بعيداً عن سكانه الأصليين، معتبرًا أن إعادة الإعمار في ظل وجود الفلسطينيين سيكون مستحيلاً. اقترح نقل السكان إلى دول أخرى مثل الأردن ومصر، رغم الرفض الرسمي من هذه الدول. ترامب يرى أن إعادة بناء غزة سيكون بمثابة “ريفيرا الشرق الأوسط” لكن دون الفلسطينيين، معتبراً أن تلك الأرض ستكون ملاذاً للثروات العالمية. وأوضح أن الولايات المتحدة ستتولى الإشراف على إعادة الإعمار، مُؤكداً أن ذلك سيحقق استقراراً في المنطقة. ورغم رفض مصر والأردن، أصر ترامب على أن هذه الدول ستوافق في النهاية على استقبال الفلسطينيين.