وسام عبد الله
شهد اليمن خلال الأسابيع الماضية مواجهة مختلفة عن المعارك العسكرية، كان عنوانها الأبرز السيطرة على القطاع المصرفي والإجراءات المتخذة بحق البنوك، مما استدعى تحذيرا من حركة “أنصار الله” إلى السعودية من اتخاذ أي خطوات من شأنها الضرر بالمصالح الاقتصادية.
واعتبر زعيم حركة أنصار الله، عبد الملك الحوثي، في كلمة له، أن هناك خطة سعودية لنقل البنوك من صنعاء، قائلا “على السعودي أن يدرك جيدا أنه لا يمكن أبدا أن نسكت على مثل تلك الخطوات الرعناء الحمقاء الغبية”.
وأضاف “عليهم أن يكفوا عن هذا المسار الخاطئ وإلا سنقابل كل شيء بمثله، مطار الرياض بمطار صنعاء، البنوك بالبنوك، وهكذا الموانئ بالميناء”.
مشيرا بأن هذه الإجراءات “لها تأثيرها السيئ على الشعب اليمني، الضار بالمجتمع اليمني في واقعه المعيشي، في عملته المتداولة، في واقع الأسعار، وغير ذلك، والنشاط التجاري، وما يتعلق به”.
وأوضح الحوثي، أن هذه الخطوات تُتخذ تحت ضغط من قبل الولايات المتحدة الأميركية وخدمة لكيان الإحتلال.
واتهمت الحركة، الحكومة اليمنية في عدن، بأنها تتخذ سلسلة من الإجراءات، ضد المصارف الموجودة في العاصمة صنعاء، الخاضعة لسيطرة “أنصار الله”. وكان البنك المركزي في عدن، أعلن في شهر أيار الماضي، عن إيقاف التعامل مع 6 بنوك، تعمل في مناطق سيطرة الحركة، وذلك بسبب رفضها نقل مقراتها الرئيسية إلى العاصمة المؤقتة للبلاد.
يأتي هذا التصعيد، تزامنا مع مفاوضات تشهدها سلطنة عُمان، حول ملف الأسرى والجوانب الإنسانية، بين طرفي النزاع في اليمن. وقال وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان عن التوصل إلى “خريطة الطريق اليمنية” وبأنها باتت “جاهزة ونتمنى التوقيع عليها عاجلاً”.
وفي كانون الأول 2023، أعلن المبعوث الأممي لليمن، هانس غروندبرغ، عن خريطة طريق للحل السياسي في اليمن، تشمل عدة بنود منها وقف إطلاق النار على مستوى البلاد، ودفع رواتب القطاع العام واستئناف صادرات النفط ومواصلة تخفيف القيود المفروضة على مطار صنعاء وميناء الحديدة. لكن في آذار 2024، أعلنت الحكومة اليمينية، توقف العمل على خريطة الطريق، مع حركة أنصار الله وذلك “بسبب تصعيد الجماعة في البحر الأحمر وتهديد الملاحة الدولية”.
ويتعرض اليمن لضغوط سياسية منذ تسعة أشهر، نتيجة موقفه المساند للشعب الفلسطيني، من خلال استهدافه للسفن والزوارق الحربية، المتجهة إلى “إسرائيل” أو التي تحمل جنسيتها، في البحر الأحمر وبحر العرب وصولا إلى البحر المتوسط بحسب ما أعلنت حركة “أنصار الله”. وذلك عبر عمليات عسكرية باستخدام المسيّرات والصواريخ والسيطرة على السفن، وتنفيذ هجمات على ميناء إيلات في جنوب فلسطين المحتلة.